يخوض لبنان الرسمي سباقًا لإبعاد شبح حرب موسعة تهدده بها إسرائيل، وتستخدمها في الحد الأدنى ورقة ضغط لتسريع عملية حصر السلاح بيد الدولة. وتتكثف اتصالات المسؤولين، وفي طليعتهم رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، بطرح التفاوض غير المباشر مع إسرائيل. وللغاية وسع عون من اتصالاته الدولية والعربية، لتجنيب لبنان حربًا إسرائيلية موسعة، اذ لا يشك أحد بما يمكن ان يقدم عليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من مغامرات عسكرية، خصوصًا بعد فرض الولايات المتحدة الأميركية وقف النار في غزة. وكان رئيس الجمهورية عرض الأمور الميدانية والاعتداءات الإسرائيلية مع الرئيس الجديد للجنة مراقبة وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جوزف كليرفيلد. ورد الأخير متحدثًا عن تطوير عمل اللجنة بإقامة دائمة لضباط أميركيين وتنقلهم بين لبنان وإسرائيل وتكثيف الاجتماعات. وفوجئ لبنان بعد ظهر اليوم عينه بضربات إسرائيلية واسعة في البقاع، وجاء التبرير الإسرائيلي عبر لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية جنوب لبنان «الميكانيزم» ان الاستهداف شمل مواقع أسلحة، ورد الجانب اللبناني: «لمَ لم يتم تبليغ الميكانيزم للقيام باللازم من جانب لبنان؟». كما تناول الجانب اللبناني ارتفاع وتيرة الاعتداءات والاستهدافات الإسرائيلية في الجنوب، وسقوط المزيد من الضحايا المدنيين، مسقطًا الحجة الإسرائيلية.
إلى ذلك، ذكر مصدر مقرب من القصر الجمهوري لـ «الأنباء» الكويتية ان الرئيس جوزاف عون قدم عرضًا جديًا بالتفاوض، وانتظر الرد من الأطراف المعنية وهي إسرائيل والولايات المتحدة. وجاء الرد الإسرائيلي باستمرار الضربات العسكرية واستهداف مدنيين، وينتظر لبنان مساعي الولايات المتحدة في هذا السياق، مع إدراكه ان الجميع سيجلس في النهاية إلى طاولة المفاوضات. وهو، أي لبنان، لن يرضخ للابتزاز الإسرائيلي باشتراط نزع سلاح الحزب قبل التفاوض.