عاجل:

"سركوزيو" لبنان ...متى يأتي يوم الحساب؟ (خاص)

  • ٨٤

خاص - "إيست نيوز"

الثلاثاء ٢١ تشرين الأول لم يكن يوما عاديا يشبه سائر الأيام بالنسبة الى الفرنسيين، فهي المرة الأولى في تاريخ الجمهورية الفرنسية والاتحاد الأوروبي التي يتفرج فيها المواطنون مباشرة على الهواء على رئيس سابق يتوجه سيرا على الاقدام ترافقه زوجته ومحاطا بمؤيديه الى السجن.

بناء على الحكم الصادر في ٢٥ أيلول بتهم تلقي رشاوى من العقيد الراحل معمر القذافي، يقضي نيكولا ساركوزي خمس سنوات في زنزانة مخصصة للمساجين من فئة الـ vip، وهي فترة سجن قياسية بالنسبة الى رئيس جمهورية سابق.

قضية سجن الرئيس الفرنسي السابق بتهم رشاوى مالية من النظام الليبي السابق لتمويل الحملة الإنتخابية لساركوزي عام ٢٠٠٧ شغلت الرأي العام العالمي الذي اهتم ولا يزال بمتابعة تفاصيل القضية ويوميات الرئيس الفرنسي المتعلقة بظروف سجنه ومساحة الغرفة والمزايا التي يتمتع بها. وعلى ما تسرب ان لا امتيازات خاصة لساركوزي الذي خرج من الدائرة ١٦ الباريسية الفاخرة الى سجن "لاسنته" في الدائرة الرابعة عشرة حيث يمضي مدة حكمه بعد تجريمه بتلقي مبالغ مالية تصل الى ٥٠ مليون يورو تم تحويلها من ليبيا الى باريس وهي التي وفرت فوزه في الإنتخابات الرئاسية عام ٢٠١٧.

"المال فعل فعله" في فرنسا، وأوصل ساركوزي الى الرئاسة الفرنسية وأعاده الى السجن، وفي لبنان كان للمال السياسي دور أيضا في بروز زعامات وتفريخ قيادات وبناء امبراطوريات مالية، واذا كانت العدالة تحققت في باريس فإنها لا تزال منقوصة واستنسابية في لبنان فحاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة المتهم بقضايا مالية كبيرة خرج بكفالة وفق توصيف النائب جميل السيد على منصة "أكس" ان ساركوزي "موجود في زنزانة بلا اي معاملة خاصة وسط ضجبج المساجين ورياض سلامة سرق وهدر أموال المودعين وأوقف سنة بين ما يشبه شقة سكنية صغيرة" ولفترة محدودة قبل ان ينقل الى مستشفى ..سيكار وزوار وأفرج عنه قبل إتمام المحاكمة ".

سجن ساركوزي فتح الباب السؤال ماذا عن "ساركوزيو" لبنان؟ هل ستشملهم الملاحقة وهل يكون مصيرهم دخول السجن في المستقبل؟

كل المعطيات في بداية عهد رئيس الجمهورية جوزف عون الى اليوم من توقيفات طالت سياسيين ورجال أعمال تؤكد ان هناك حراكا جديا لتقديم نموذج جديد بالمحاسبة ومحاربة الفساد حيث يمكن ان تتوسع الحملة لتطال رؤوسا كبيرة من فئة سياسيين ووزراء ونواب بشبهات هدر أموال عامة في إدارات ومؤسسات الدولة.

يؤكد العارفون في التفاصيل ان رئيس الجمهورية أطلق "عداد" الاصلاح ويرقم الإنجازات انسجاما مع وجهة النظر التي تقول ان لبنان ليس بلدا مفلسا بل مسروق ومنهوب.

السؤال اليوم هل تستكمل الخطوات الاصلاحية وتفتح كل الملفات من دون استثناءات.

دقت ساعة الحقيقة في فرنسا، وهل حان دور "ساركوزيو" لبنان؟

المنشورات ذات الصلة