عاجل:

لبنان بين طبول الحرب والتصعيد الدبلوماسي: واشنطن تضغط... و"إسرائيل" ترفض التفاوض (الأنباء الإلكترونية)

  • ٣٢

تتسارع التطورات على الساحة اللبنانية وسط أجواء ميدانية مشحونة وتصعيد سياسي ودبلوماسي متواصل. وفيما تتجه جبهة غزة نحو تهدئة محتملة، تقرع طبول الحرب مجددًا على الجبهة الشمالية مع لبنان، وسط مناورات إسرائيلية وتحذيرات أميركية متصاعدة من مواجهة محتومة مع "حزب الله".

فقد نقلت صحيفة "الأنباء" الإلكترونية تحذيرات صريحة أطلقها المبعوث الأميركي توم برّاك، اعتبر فيها أن الجناح العسكري للحزب سيواجه "مواجهة كبرى" مع إسرائيل، في وقت وصف فيه جناحه السياسي بأنه مهدد بـ"العزلة" مع اقتراب استحقاق انتخابات أيار 2026. ودعا برّاك لبنان إلى "التحرك الآن"، في إشارة إلى ضرورة نزع سلاح الحزب كبوابة لأي حل تفاوضي.

وفي المقابل، تتعثر مبادرة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون، التي طرحت مقاربة تفاوض غير مباشر مع إسرائيل تحت رعاية أميركية، بعد رفض تل أبيب الورقة الأميركية التي حملها المبعوث برّاك، والتي نصّت على وقف لإطلاق النار لمدة شهرين يليها انسحاب تدريجي من الأراضي اللبنانية المحتلة وترسيم للحدود. وقد أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري سقوط هذا المسار، مشددًا على أن البديل الوحيد هو "الميكانيزم"، أي لجنة تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية الموقع في تشرين الثاني الماضي.

وأعربت مصادر مطّلعة لـ"الأنباء" عن قلقها من انتهاء فترة السماح الأميركية للبنان، لا سيما بعد تبني الحكومة اللبنانية قراراً بتكليف الجيش نزع السلاح غير الشرعي، دون خطوات تنفيذية. ورأت المصادر أن واشنطن توفّر غطاءً لإسرائيل، وتضغط باتجاه تفكيك ترسانة "حزب الله"، معتبرة أن الحزب لا يزال يشكل تهديداً للسلم الإقليمي.

نائب رئيس الحكومة طارق متري شدد من جهته على أن المفاوضات يجب أن تتركّز على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه سابقاً، وليس فتح مسار جديد، معتبرًا أن اتفاق الهدنة لعام 1949 هو المرجعية الطبيعية لأي حل، كما ورد في القرار 1701.

ميدانيًا، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات جديدة على مناطق في الجنوب، لا سيما في المحمودية، الجرمق، ومجرى نهر الخردلي، بالتوازي مع تحليق مكثف فوق بيروت والضاحية الجنوبية، ما يعكس تصعيدًا ميدانيًا متزامنًا مع المواقف السياسية المتشددة.

سياسيًا، وعلى وقع السجال المتصاعد بين "القوات اللبنانية" ورئيس مجلس النواب نبيه بري حول قانون الانتخابات، دعا الأخير إلى جلسة نيابية لانتخاب أعضاء هيئة المجلس ورؤساء اللجان، وسط غياب أي بحث رسمي في تعديل قانون الانتخاب، ما يعكس استمرار الانقسام الداخلي في لحظة إقليمية شديدة الحساسية.

المنشورات ذات الصلة