شَدَّد رئيس التيار الوطني الحر، النائب جبران باسيل، خلال كلمة ألقاها في عشاء نظمته الهيئة البلجيكية للتيار في بروكسيل، على أن الذين خاضوا «معركة الحقوق» عام 2017 ينتظرون اليوم أن يتمّ ترسيخ هذه الحقوق وليس إلغاؤها. وقال: «قبل بضعة أشهر من الاستحقاق الانتخابي، هناك من يريد إلغاء هذا القانون وحذف هذه المقاعد… ويبقى أمامكم سؤال وحيد: ماذا نفعل في أيار المقبل؟»
وأشار باسيل إلى أن التسجيل للانتخاب أو اقتراع المغتربين عبر القنصليات أو في لبنان ليس خيارًا ثانويا، بل حقًا مكفولًا بالقانون، وأضاف: «من يريد الانتخاب في لبنان يمكنه أن ينتخب النائب الذي يمثّله بدائرته، ومن يريد أن ينتخب في الانتشار يمكنه كذلك أن يُسجّل وينتخب من بلده. بدأوا بالكذب عليكم ليقولوا لكم إننا نحرمكم من حقوقكم… ونحن نقول لكم: الحق هو لكم وصرنا فيه».
وأوضح أن مصلحة المغتربين تفوق أي مصلحة انتخابية حزبية أو سياسية، وقال إن قانون 2017 الذي أحال مقاعد الانتشار النيابية للمرة الأولى كان إنجازًا هدفه «أن يعطيكم حقّكم لأن من يعتبر مصلحة البلد أهم من مصلحته هو الذي يستحق أن يعمل له، وليس لنفسه».
ووجّه باسيل انتقادًا للذين «فتحوا باب التسجيل ولم يعرف الناشدون ماذا يفعلون ليمارسوا حقهم»، مضيفًا أن بعض القوى تسعى اليوم إلى «قوننة إلغاء الحقوق التي ناضلتم من أجلها». وقال: «حق المغترب في الانتخاب يمثل تلخيصًا لمشاركته بالحياة العامة في لبنان… ونحن منحناكم الحق بالتصويت ولن نسمح أن يُسلب».
وعن وصول المغتربين وتمثيلهم، تساءل باسيل: «أي سفير يمكن أن يُغطي بلدًا يحوي مليونًا ونصف لبنانيًا؟ وأي قنصل يمكنه أن يُنجز معاملاتكم إن لم يكن هناك تمثيل نيابي مخصص؟» وأكد أن الأمر ليس «مزاجًا سياسيًا» لمحور أو حزب، بل «خطة وطنية للاهتمام بالانتشار».
ولفت إلى أن الهوية اللبنانية ليست محصورة بأرضها بل بشعبها، مشيرًا إلى أن فقدان المغتربين أو تقصير الدولة تجاههم مساهم في فقدان لبنان ذاته، وقال: «الوطن ليس فقط الأرض، بل الشعب أيضًا… وعندما نخسر شعبنا نخسر الوطن».
وختم باسيل بدعوة للملتقى المقبل للتيار لافتاً الى انه في «الـ 29 والـ 30 من كانون الأول سنطلق هيئة الانتشار من جديد لأنّ المسار لا يتوقف عند حقوق الانتخاب فقط، بل يشمل تمثيلًا متكاملاً وتحسينا لموقعكم في الدولة».
