عاجل:

بين الحرب والتفاوض.. "إسرائيل" ترسم بالنار حدود السلام الجديد ( نداء الوطن )

  • ٤٢

في لحظة إقليمية دقيقة تشهد تحوّلات كبرى ومسار تسويات آخذ بالتبلور، يجد لبنان نفسه أمام مفترق طرق حاسم: إمّا اللحاق بركب التغيير والتموضع في إطار الدولة السيدة الحرة المستقلة، أو الانكفاء نحو الهامش والعزلة، مع ما يحمله ذلك من مخاطر وانكشافات.

وفي هذا السياق، بدا أن إسرائيل قررت استباق خيارات لبنان، موجّهةً رسالة نارية متعددة الأبعاد، حملت عنواناً صارخاً: السلام بالقوة.

فقد شهد جنوب لبنان مساء أمس ليلة رعب مكتملة الأركان، تخللتها غارات إسرائيلية وُصفت بأنها الأعنف منذ توقيع اتفاق وقف الأعمال العدائية. وقد أعادت تلك الغارات إلى الواجهة شبح الحرب، بعد أن لفّ الهدوء الحذر المنطقة لفترة طويلة.

وفي تفاصيل التصعيد، نفّذ الطيران الحربي الإسرائيلي حزامًا ناريًا امتدّ بين بلدتي الزرارية وأنصار، أعقبه وابل من الغارات العنيفة استهدف المنطقة الفاصلة بين أنصار وسيناي. وقد دوّت أصداء القصف في مدينة صيدا وضواحيها، ما أثار حالة من الهلع بين المواطنين، وأسفر عن سقوط سبعة جرحى في حصيلة أولية.

مصادر متابعة عبّرت لـ"نداء الوطن" عن قراءتها لهذا التصعيد، معتبرة أن ما جرى لا يُدرج ضمن سيناريو حرب شاملة، بل يُفهم في سياق الضغط السياسي باستخدام الوسائل العسكرية. فالغارات جاءت كمؤشر إلى دخول المنطقة مرحلة "السلام بالقوة"، في إطار إعادة رسم التوازنات وفرض شروط تفاوضية قبل اتضاح معالم التسويات الكبرى.

وبرأي المصادر، فإن الرسالة إلى لبنان واضحة: إما حصر السلاح بيد الدولة والانخراط الجاد في المسار التفاوضي الإقليمي، أو التعرّض لمزيد من الضغوط وربما الاستنزاف.

المنشورات ذات الصلة