عاجل:

فضيحة "تهز" كلية الزراعة.. الأجوبة ارفقت بـ"الأسئلة في الامتحانات" وللتحرش مكان فيها! (خاص)

  • ١٣٧

خاص_"إيست نيوز"
هازار يتيم

في زمن تُختطف فيه المؤسسات التربوية بغطاء حزبي ومحاصصات مقيتة، تتحوّل بعض فروع الكليات في الصرح الأكاديمي الأول في لبنان – الجامعة اللبنانية – إلى مسرح فضائح لا ينتهي. من كلية الحقوق، التي كان يُفترض أن تكون حامية العدالة، إلى كلية الزراعة، التي دخلت المشهد الفضيحة من أوسع أبوابه، تتوالى الانهيارات الأخلاقية والإدارية في مشهد يُنذر بالخطر.

التحرش، التهديد، الفوضى، تسريب الامتحانات، وتكميم الأفواه... كلّها تتكرر تحت مظلة صمت مريب من إدارة الجامعة والجهات الوصية. فهل أصبحت الجامعة الرسمية رهينة الولاءات، ومصير طلابها سلعة في بازار النفوذ السياسي؟

في قلب العاصفة.. كلية الزراعة تحت المجهر

في أحدث فصول هذا الانهيار، تتكشّف داخل الفرع الاول لكلية الزراعة وقائع صادمة توثّق حجم الفساد المتغلغل في إدارة الكلية، وسط غياب الرقابة وتواطؤ واضح من المعنيين.

وبحسب ما علمته "إيست نيوز" من مصادر موثوقة، فإن الكلية، رغم صغر حجمها تحوّلت إلى ساحة معارك داخلية بين "محاور" حزبية وأكاديمية، في ظل إدارة وُصفت من قِبل العديد من الأساتذة بأنها كارثية وغير مهنية.

العميدة بالإنابة، د. نادين ناصيف، التي تحظى بدعم حزبي واضح متّهمة بإذكاء الفتن بين الأساتذة، وبناء "جزر ولاء" داخل المؤسسة. كما يُنقل عنها قولها الشهير داخل الاجتماعات المغلقة: "من ليس معنا، فهو ضدنا... ويُفترض إعدامه مهنيًا وفق ما نقله المصدر لـ"إيست نيوز".

امتحان بفضيحة... ونتائج لا منطق لها

إحدى أكثر الوقائع إحراجًا لإدارة الكلية تمثّلت في تسريب فاضح لأسئلة وأجوبة امتحان إحدى المواد، حيث وصلت الورقة للطلاب مكتوبة بالكامل، الأسئلة والأجوبة معًا، بل تكرّر توزيعها عدة مرات دون أدنى محاولة لتدارك الوضع.

وما زاد الطين بلّة، هو أن إدارة الكلية لم تُعد الامتحان، بل ذهبت أبعد من ذلك، فأصدرت علامات متناقضة وغير مفهومة، نال فيها طالب 90 وآخر 60، رغم تطابق الإجابات بشكل حرفي.

كيف تم التصحيح؟ ومن يتحمل المسؤولية؟ وأين هي العمادة من المحاسبة؟

فضيحة تحرّش تهزّ الكلية... والتستّر سيد الموقف

الأخطر في سلسلة الفضائح ما كشفته المصادر لـ"إيست نيوز" عن حادثة تحرّش لفظي ومعنوي بطالبة من قبل مُدرس في الجامعة يُدعى د. "جهاد. ع"، أحد المرشحين لمنصب عميد الكلية.

ورغم تقديم شكوى رسمية من الطالبة، تدخلت العميدة نادين ناصيف لطمس القضية، رغم أن النيابة العامة استدعتها والدكتور المعني للتحقيق.

الفضيحة لم تُعالج، بل فُرض عليها "السكوت" بحجة الحفاظ على "سمعة الدكتور"، ما وصفته المصادر بأنه تواطؤ فاضح لحماية مرشح مدعوم حزبيًا، على حساب كرامة وسلامة الطالبة.

الصرح يترنّح... أين الدولة؟

ما يحصل في كلية الزراعة ليس تفصيلاً عابرًا، بل مؤشر خطير على تفكّك منظومة التعليم الرسمي في لبنان.

من تسريب الامتحانات إلى التستّر على التحرّش، مرورًا بإقصاء الأساتذة والكفاءات لمصلحة الولاء الحزبي، تسير الجامعة اللبنانية نحو هوّة سحيقة من الانهيار الأكاديمي والمهني.

فأين رئيس الجامعة الدكتور بسام بدران مما يحدث؟

وأين وزيرة التربية والتعليم العالي ريما كرامي من قضايا تمسّ كرامة الطلاب وسلامتهم النفسية؟

إلى متى السكوت؟

إن التستّر على هذه الفضائح، أو التعامل معها كـ"حالات فردية"، لم يعد مقبولًا. المطلوب ليس فقط مساءلة داخلية، بل:

  • تحقيق قضائي شفاف وفوري
  • إقالة ومحاسبة كل مسؤول متورّط بالتستّر أو الإهمال
  • موقف وطني واضح من السلطة الأكاديمية والسياسية     

فصمت الجامعة اليوم، ليس حيادًا... بل مشاركة غير مباشرة في جريمة تُرتكب بحق الطلاب والمجتمع.

الملف لم يُقفل، و"إيست نيوز" مستمرة في متابعة هذا المسار حتى كشف كل الحقائق.

المنشورات ذات الصلة