إيست نيوز ـ ترجمة باسم اسماعيل
الوهم العالمي بأن نهج دونالد ترمب الغريب في الدبلوماسية قد أدى إلى وقف إطلاق النار في غزة يتبناه رئيس أوكرانيا بحماس وهو يستعد لاجتماع في البيت الأبيض هذا الأسبوع.
من مصلحة زيلينسكي أن ينضم إلى جوقة قادة العالم الذين يثنون على ترمب لدفعه نتنياهو إلى الموافقة على وقف إطلاق النار بدلاً من الإشارة إلى الحقيقة؛ وهي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يعد بحاجة إلى الحرب وعلى حد تعبير ترمب فإن نتنياهو قد "انتصر" في غزة .. وزيلينسكي يريد أن ينتصر هو الآخر.
كان الهدف المعلن لإسرائيل هو القضاء على حماس، لكن نهج الأرض المحروقة حقق الهدف الاستراتيجي وهو جعل غزة غير صالحة للعيش. وبينما استمر ترمب بتزويد إسرائيل بالأسلحة، قطع الإمدادات عن أوكرانيا في محاولة لفرض خطة سلام عليها كانت تخدم مصالح بوتين تماماً في ذلك الوقت.
واصلت أوكرانيا القتال وطورت صواريخ بعيدة المدى وهجمات بطائرات مسيرة وضربت أهدافاً على بعد 5000 كيلومتر داخل روسيا، بينما سارعت أوروبا إلى سد الفجوة في الأسلحة، فنجحت كييف بإبقاء الروس بعيدين حتى بعد خسارة عشرات الملايين من المساعدات العسكرية الأمريكية.
لدى زيلينسكي فريق في طريقه بالفعل إلى الولايات المتحدة للتحدث مع إدارة ترمب حول فرص جني الأموال من إعادة إعمار بلاده وإصلاح البنية التحتية للطاقة واستخراج المعادن.
لم تهدد الولايات المتحدة روسيا حتى الآن سوى بفرض عقوبات اقتصادية في عهد ترمب، لكن هناك بعض المؤشرات البسيطة على أن ترمب بدأ يفقد صبره مع بوتين.
لإقناع بوتين بالتوقف يعرف زيلينسكي أنه بحاجة إلى مساعدة عسكرية حقيقية من أميركا وإلى أن يضع ترمب بوتين في موقف حرج، ويبدو أن البيت الأبيض يتحرك في هذا الاتجاه حيث تدرس إدارة ترمب بيع صواريخ توماهوك كروز لأوكرانيا والتي يمكن استخدامها لضرب أهداف روسية في عمق البلاد.
قال ترمب إنه يعتقد أن أوكرانيا يمكنها الفوز في حربها وإحباط "النمر الورقي" بوتين .. ونظراً لأن ترمب نفسه أقر بأن "انتصار" إسرائيل في غزة كان بفضل الأسلحة الأميركية، يتوجه زيلينسكي إلى واشنطن بطلب واحد: "أعطوني الأسلحة وسأحرق ذلك النمر".