عاجل:

معلومات تُكشف لأول مرة... بين النصيحة والدم: السيستاني حذّر... ونصر الله اغتيل!

  • ٧٩

كشف رجال دين عراقيون ولبنانيون، للمرة الأولى، عن رسالة وجّهها مكتب المرجع الشيعي علي السيستاني إلى «حزب الله» في لبنان، قبل أسابيع من اغتيال الأمين العام السابق للحزب السيد حسن نصر الله، حذّرت من «تبعات خطيرة لحرب بلا قواعد» في المنطقة، وشدّدت على «ضرورة حماية أرواح المدنيين كافة في لبنان».

وبحسب ما نقلته شخصيات دينية شيعية في بيروت والنجف في مقابلات خاصة مع «الشرق الأوسط»، فإن الرسالة وصلت إلى قيادة الحزب بعد تفجيرات أجهزة الـ"بيجر" في لبنان، وجاءت بصيغة «نصيحة دينية – سياسية» تعبّر عن قلق المرجعية من انزلاق الساحة إلى مواجهة مفتوحة خارج الضوابط التقليدية.

وقال رجل دين لبناني شارك في اجتماع خاص عُقد بعد أسبوع من تفجيرات الـ"بيجر"، إن «نصيحة المرجع السيستاني شجّعت على اتخاذ قرارات تُولي الأولوية ليس فقط لحياة المؤمنين الشيعة، بل لعموم المدنيين من سكان لبنان». وكانت تفجيرات 17 أيلول 2024 التي استهدفت أجهزة الاتصال الـ"بيجر" قد أدت إلى استشهاد 9 أشخاص وإصابة أكثر من 2700 في بيروت وجنوب لبنان، واعتُبرت بداية مرحلة جديدة من التصعيد.

وتابع المصدر: «الاعتداء على لبنان لا حدود له، ونيران الحرب لا تضبطها قواعد، ما يفرض تحمّل مسؤولية حماية أرواح اللبنانيين». وجاء ذلك في ظل تصاعد الهجمات الإسرائيلية التي بلغت ذروتها لاحقًا باغتيال السيد نصر الله.

وحتى تشرين الثاني 2024، سجّلت السلطات اللبنانية استشهاد نحو 3700 شخص وإصابة أكثر من 15 ألفًا منذ اندلاع الحرب في 8 تشرين الأول. وأوضح اثنان من رجال الدين الشيعة أن الرسالة شدّدت على أن القرارات «يجب أن تنسجم مع مصلحة المؤمنين وألا يُستدرج لبنان إلى حروب تخدم أجندات خارجية تزيد معاناة شعبه».

رجل دين عراقي قال للصحيفة إن «رسالة مرجعية النجف تُفهم دائمًا في سياق النصح والرشد، فهي لا تُفرض لكنها تُسمَع جيدًا»، مشيرًا إلى أن «هذه تقاليد مرجعية النجف التي لا تتغيّر».

ووفق المعلومات، فإن الرسالة جاءت جوابًا على أسئلة بعث بها أتباع المرجعية في لبنان، كثيرون منهم كانوا قد لجأوا إلى النجف خلال جولات الحرب، وسألوا عمّا يجب القيام به مع اتساع رقعة المواجهة. ويُعتبر السيستاني مرجعًا دينيًا لملايين الشيعة في المشرق العربي وإيران ومناطق واسعة من العالم.

وإلى جانب الرسالة، تولّت مؤسسات دينية في النجف وكربلاء، بإشراف مكتب السيستاني وبالتنسيق مع الحكومة العراقية، تأمين سكن لآلاف اللبنانيين الذين فرّوا من القصف، في حين أظهرت البيانات الرسمية اللبنانية أن نحو 20 ألف لبناني فضّلوا البقاء في العراق حتى نهاية الحرب.

وكان مكتب السيستاني قد دعا في 23 أيلول 2024 إلى «بذل كل جهد ممكن لحماية الشعب اللبناني من العدوان الإسرائيلي المُدمِّر»، في حين ردّ نصر الله في اليوم التالي قائلاً: «المعركة بين الحق والباطل... لا نبالي بكثرة عددهم وخذلان الناصر».

ويرى خبراء أن الرسالة عكست قلق النجف من احتمال انزلاق المنطقة إلى فوضى شاملة. وقال الباحث العراقي هشام داود إن «لبنان بالنسبة لمرجعية النجف ليس ساحة شيعية فقط، بل فضاءً حساسًا للتوازن الإقليمي والتواصل مع العالم»، مشيرًا إلى أن «العيش مع الآخر المختلف يبدأ من لبنان، وقبول تعدديته هو ما تحرص عليه المرجعية».

المنشورات ذات الصلة