عاجل:

هل يقترب الذكاء الاصطناعي من التفوق على الإنسان؟ خبراء يحذرون من لحظة "التفرد"

  • ٣

مع تسارع وتيرة التطور في قدرات الذكاء الاصطناعي، بدأ علماء وتقنيون حول العالم يدقّون ناقوس الخطر بشأن اقتراب البشرية من لحظة غير مسبوقة في تاريخها: لحظة "التفرد التكنولوجي" — النقطة التي يتفوق فيها الذكاء الاصطناعي على العقل البشري في جميع المجالات، وقد تصبح عندها السيطرة عليه مستحيلة.

وفي تقرير حديث صادر عن منصة AIMultiple للأبحاث التقنية، كُشف عن نتائج استطلاع شارك فيه أكثر من 8500 عالم وخبير ورائد أعمال في قطاع الذكاء الاصطناعي، أشار إلى أن هذه اللحظة قد تكون أقرب بكثير مما كان يُعتقد سابقًا.

في مطلع الألفية، كان من الشائع بين الباحثين أن الذكاء الاصطناعي لن يتفوق على البشر قبل عام 2060. لكن اليوم، تغيّرت الحسابات: بعض قادة الصناعة يتحدثون عن التفرد في غضون أشهر، لا عقود.

الرئيس التنفيذي لشركة Anthropic، داريو أمودي، قال إن الذكاء الاصطناعي قد يتجاوز الذكاء البشري في جميع المجالات بحلول عام 2026. بينما يتوقع إيلون ماسك أن نرى الذكاء الاصطناعي العام (AGI) خلال عام أو عامين فقط، وهو ما يعني — بحسب تعريف الخبراء — تطوير نظام قادر على أداء المهام البشرية كافة، وبكفاءة أعلى.

في المفهوم العلمي، يشير "التفرد" إلى نقطة لا عودة فيها: لحظة يصبح فيها الذكاء الاصطناعي قادرًا على تحسين نفسه ذاتيًا بوتيرة متسارعة، ما يؤدي إلى "انفجار معرفي" قد يتجاوز فيه ذكاء الآلة كل ما عرفته البشرية مجتمعَة.

المفكر راي كورزويل وصفه بأنه اللحظة التي تفلت فيها التكنولوجيا من قبضة الإنسان، وتبدأ بابتكار نسخ أكثر تقدمًا من نفسها، بدون تدخل بشري.

رغم الإثارة الإعلامية التي تحيط بهذه التنبؤات، يُحذر المحللون من الإفراط في التفاؤل أو التهويل. فالتاريخ حافل بتوقعات لم تتحقق، مثل تلك التي أطلقها هربرت سيمون عام 1965 حين قال إن "الآلات ستؤدي كل وظائف البشر خلال 20 عامًا" — وهو ما لم يحدث حتى الآن.

ويشير المحلل جيم ديلميجاني إلى وجود حوافز اقتصادية وإعلامية وراء بعض التوقعات المتسارعة: "الشركة التي تصل إلى التفرد أولاً، قد تصبح الأكثر تأثيرًا وربحًا في تاريخ التكنولوجيا".

بحسب الاستطلاع نفسه، يرى غالبية الخبراء أن التفرد ما زال بعيدًا نسبيًا، ويرجحون أن يتحقق بين عامي 2040 و2050. لكنهم يتفقون على أن الخطوة الأساسية قبل الوصول إليه هي تحقيق الذكاء الاصطناعي العام (AGI) — وهو لم يتحقق بعد، وإن كانت النماذج اللغوية الحالية تقترب منه بوتيرة متسارعة.

وقدر استطلاع ثانٍ أن احتمال حدوث التفرد خلال عامين من ظهور AGI يصل إلى 10%، بينما ترتفع النسبة إلى 75% خلال الثلاثين عامًا المقبلة.

بين التفاؤل والقلق، يتّضح أن العالم يقترب من منعطف تاريخي قد يغيّر شكل الحضارة الإنسانية إلى الأبد. فهل سيشكّل الذكاء الاصطناعي الخارق خطوة نحو التقدم والازدهار؟ أم سيكون بداية لفصل جديد من التحديات الوجودية؟


السؤال الأهم لم يعد "هل سيحدث التفرد؟" بل: "هل نحن مستعدون له حين يحدث؟"

المنشورات ذات الصلة