في مشهد يعكس حجم التراجع في موقعه الإقليمي والدولي، غاب لبنان كلياً عن قمة شرم الشيخ التي أطلق خلالها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مشروع "السلام الكبير" في الشرق الأوسط، وسط مشاركة واسعة من قادة أكثر من 20 دولة.
عدم دعوة لبنان إلى القمة لم يكن مجرد تفصيل بروتوكولي، بل بدا إشارة مباشرة إلى تهميش دوره في إعادة تشكيل الخريطة السياسية للمنطقة، ما يطرح أسئلة كبرى حول موقعه في زمن التحولات الحاسمة.
وبحسب مصادر متابعة، تابع رئيس الحكومة نواف سلام مجريات القمة عبر شاشات التلفزة، وسط أجواء من الانزعاج والاستغراب من تغييب لبنان الكامل، في وقت يشهد الإقليم لحظة سياسية مفصلية.
غياب لبنان، بحسب محللين، يعكس أزمة حكم داخلي تتجلى في سلطة مشتّتة، غارقة في صراعات داخلية وتفتقر إلى المبادرة في مقاربة الملفات الإقليمية. وتضيف المصادر أن هذا التراجع المتواصل لدور لبنان هو نتيجة طبيعية لحالة المراوحة والعجز عن اتخاذ قرارات سيادية، في وقت تتجه فيه دول المنطقة نحو التسويات ورسم مستقبلها بأدوات جديدة، من دون أن يكون للبنان أي موطئ قدم على طاولة القرار.