كتبت جريدة "الأنباء الإلكترونية" أنه في تطور إقليمي بارز، أعلن الرئيس الأميركي دونالد تامب من قمة شرم الشيخ، وبحضور أكثر من 20 زعيماً، انتهاء حرب غزة، وإطلاق مرحلة "السلام في الشرق الأوسط"، مؤكدًا توقيع "وثيقة السلام" مع قادة مصر وتركيا وقطر لضمان وقف دائم للحرب بين إسرائيل وحركة حماس، وللشروع بإعادة إعمار غزة بعد نزع السلاح ونشر قوات أمنية دولية.
وفي خطوة مفاجئة، خصّ ترمب لبنان بذكر لافت في خطابه التاريخي أمام الكنيست الإسرائيلي، مشيرًا إلى "أمور جيدة تحدث في لبنان"، ومعلنًا دعم واشنطن لمساعي الرئيس اللبناني لحصر السلاح بيد الدولة، في إشارة مباشرة إلى سلاح "حزب الله".
وفي موازاة هذه التطورات، فاجأ الرئيس جوزاف عون الأوساط السياسية بإعلانه استعداد لبنان للتفاوض مع إسرائيل لحل الملفات العالقة، على غرار مفاوضات ترسيم الحدود البحرية التي جرت سابقًا برعاية أميركية وأممية. وقال عون: "اليوم الجو العام هو جو تسويات، ولا بد من التفاوض، أما شكل هذا التفاوض فيُحدد في حينه".
الحدث الإقليمي التاريخي هذا يأتي بعد حرب استمرت 66 يوماً، شهدت تصعيداً غير مسبوق، وُصفت بأنها كانت بمثابة اختبار عسكري وتكنولوجي لمحور "وحدة الساحات"، حيث برز التفوّق الأميركي – الإسرائيلي في الذكاء الاصطناعي والطائرات المسيّرة، وانتهت بإعادة الرهائن وتبادل الأسرى.
في المقابل، بقي لبنان خارج قمة شرم الشيخ، ما اعتبرته مصادر مطلعة رسالة دولية بأنّ لبنان "لم يعد يُعامل كدولة مكتملة السيادة"، في ظل استمرار سلاح حزب الله وتعطيل الإصلاحات، ما يُضعف موقفه في المشهد الإقليمي الجديد.
وفي هذا الإطار، شددت المصادر على أن "غياب لبنان عن القمم الدولية رسالة يجب أن تُقرأ بدقة"، محذّرة من أن استمرار هذا الأداء قد يُقصي لبنان عن أي دعم دولي لإعادة الإعمار أو أي دور في التسويات المقبلة.
من جهته، نشر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط خرائط تاريخية لفلسطين على منصة "أكس"، وعلّق بالقول: "السلام المستحيل"، في إشارة إلى شكوكه حيال مسار التطبيع والسلام المطروح.
وبينما تتسارع تحولات المنطقة، تتجه الأنظار إلى الداخل اللبناني المنقسم حول ملف السلاح، في وقت يتصاعد فيه الضغط الدولي على حزب الله، وسط اعتداءات إسرائيلية متكررة على الجنوب، كان آخرها في المصيلح، ما يضع لبنان أمام خيار واضح: إمّا الدخول في ركب التسويات أو استمرار العزلة.