برعاية النائب ينال صلح افتتح اليوم طريق الجرود–نحلة الذي يربط الحدود اللبنانية–السورية بالقرى الواقعة على السلسلة الشرقية الممتدة من عرسال إلى بعلبك وبريتال ونحلة ومعربون ويونين. يمتد الطريق على نحو ثمانية آلاف متر، بعرض يتراوح بين أربعة وثمانية أمتار، ويهدف إلى دعم السياحة والبيئة والتجارة واستصلاح الأراضي في الجرود، إلى جانب تعزيز الترابط المجتمعي بين القرى.
تحدّث في الاحتفال رئيس اتحاد بلديات بعلبك فراس اليحفوفي، ثم ألقى راعي الحفل النائب ينال صلح كلمة أكد فيها أن الطريق هو ثمرة تضافر الجهود المحلية وإرادة المجتمع، قائلًا إن “الطريق صنعته القلوب قبل الأيادي”، مشيدًا بدور جمعية نحلة ومبادراتها المتواصلة في خدمة الناس والتنمية المحلية، وبصفة خاصة جهود الحاج فراس اليحفوفي وإسهاماته في ميادين الخير.
وصف النائب صلح افتتاح الطريق بأنه ليس مجرد إنجاز إنمائي، بل رسالة أمل وتضامن في ظل غياب واضح للدولة وتراجع تنفيذ المشاريع الرسمية. وأضاف أن أبناء المنطقة أثبتوا بعملهم أن التلاقي الشعبي والتعاون يمكن أن يعوّضا عن تقصير المؤسسات، وأن المواطنين قادرون على إنجاز ما تخلّت عنه بعض جهات الاختصاص.
ودعا إلى تعزيز روح التعاون بين كل مكوّنات المنطقة، مشيرًا إلى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تعيشها بعلبك–الهرمل، وأكد أن الصبر والكرامة لا يعوّضان عن الحاجة الملحّة للمشاريع والخدمات. كما انتقد ما اعتبره تراجعًا في أداء الحكومة تجاه احتياجات المواطنين ومشاكل المنطقة، مؤكّدًا أن ذلك يحتم على المجتمع المدني وأهل المنطقة الاستمرار في المبادرات الذاتية لتأمين حاجاتهم الأساسية.
في معرض دفاعه عن خيار المقاومة، اعتبر النائب أن سلاح المقاومة يشكل “سلاح الوجود” لحماية الأرض والكرامة، وأنه لا يمكن لجهة حكومية أو غيرها انتزاعه. وبيّن أن الممارسات الإسرائيلية والانتهاكات اليومية تتطلب موقفًا حازمًا من الأطراف المعنية، لكنه شدّد في الوقت نفسه على أن العمل المحلي والمبادرات المجتمعية تبقى السبيل الأمثل لتجاوز الإهمال.
زختم الصلح الربط بين الإنجاز المحلي وصمود شعوب المنطقة، مستعرضًا ما يجري في فلسطين وغزة من مقاومة وصمود، ورأى أن ما تحقق هناك من قدرة على الصمود أسهم في خلق معادلات سياسية جديدة على الساحة الإقليمية، مؤكّدًا أن لبنان كمكوّن أساسي في محور المقاومة يشارك في هذه المعادلة بالهدف والمصير.