عاجل:

"الشجب في العلن والتنسيق في السر"... وثائق تكشف واقع العلاقات الإسرائيلية-العربية ( واشنطن بوست )

  • ٢١

إيست نيوز- ترجمة باسم اسماعيل 


حتى في الوقت الذي أدانت فيه دول عربية رئيسية الحرب في غزة، إلا أنها كانت تعمل بهدوء على توسيع نطاق تعاونها الأمني مع الجيش الإسرائيلي كما تكشف وثائق أميركية مسربة.

على مدى السنوات الثلاث الماضية، وبتسهيلات من الولايات المتحدة، اجتمع كبار المسؤولين العسكريين من إسرائيل وست دول عربية في اجتماعات تخطيطية في البحرين ومصر والأردن وقطر.

وكانت قطر واحدة من الدول التي عززت علاقاتها مع الجيش الإسرائيلي بشكل سري، حيث تُظهر الوثائق أنه في أيار 2024 اجتمع كبار المسؤولين العسكريين الإسرائيليين والعرب في قاعدة العديد الجوية في قطر. وبحسب الوثائق فإن التهديد الذي تشكله إيران كان الدافع وراء توثيق العلاقات التي عززتها القيادة المركزية للجيش الأميركي (سنتكوم).

تتحدث خمس عروض تقديمية من سنتكوم عن إنشاء ما يصفه الجيش الأميركي بـ "هيكل الأمن الإقليمي" الذي يضم كل من إسرائيل وقطر والبحرين ومصر والأردن و السعودية والإمارات، وتشير الوثائق إلى الكويت وعُمان باعتبارهما "شريكين محتملين" تم إطلاعهما على جميع الاجتماعات. كما قاد موظفو سنتكوم اجتماعات تخطيطية لإطلاق عمليات إعلامية لمواجهة رواية إيران بأنها الحامية الإقليمية للفلسطينيين.

ومع توسع التعاون الأمني مع إسرائيل خلف الأبواب المغلقة كان القادة العرب ينددون بحربها في غزة، حيث قال قادة مصر والأردن وقطر والسعودية إن الحملة الإسرائيلية ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، كما اتهم أمير قطر إسرائيل بأنها "دولة معادية لبيئتها متواطئة في بناء نظام فصل عنصري"، كذلك أدانت وزارة الخارجية السعودية إسرائيل في آب الماضي لما وصفته بـ "تجويع" و "تطهير عرقي" للفلسطينيين.

لقد أقر مسؤولون عسكريون أميركيون علناً بوجود هذه الشراكة لكنهم لم يتحدثوا عن مدى التعاون الإسرائيلي-العربي. ولكن رغم هذا التعاون إلا أن نظام الدفاع الجوي لم يفعل شيئاً لحماية قطر من الضربة الإسرائيلية في 9 أيلول !!

وعلى الرغم من أن قطر والسعودية لا تربطهما علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل، فإن وثائق القيادة المركزية الأميركية تُظهر الدور المهم الذي لعبته كلتا الدولتين الخليجيتين القويتين في هذه الشراكة الناشئة، فقد لعبت السعودية دوراً نشطاً حين تبادلت المعلومات الاستخباراتية مع إسرائيل والشركاء العرب حول مجموعة واسعة من القضايا الأمنية. وتكلمت وثيقة صادرة عام 2024 عن إنشاء "مركز إلكتروني مشترك للشرق الأوسط" بحلول نهاية عام 2026 ليكون بمثابة مقر للتعليم والتدريبات على العمليات الإلكترونية الدفاعية، كذلك دعت وثيقة أخرى إلى إنشاء "مركز دمج المعلومات" للشركاء من أجل "التخطيط السريع للعمليات وتنفيذها وتقييمها في بيئة المعلومات".

يرى مسؤول دفاعي أميركي سابق أن هذه الالتزامات تعكس العلاقات البراغماتية لدول الخليج العربية مع إسرائيل واحترامها لقوتها العسكرية، حيث قال: "يبدو أن الجميع يعتقدون أن الإسرائيليين يمكنهم فعل ما يريدون متى يريدون دون أن يتم كشفهم".

المنشورات ذات الصلة