نشرت صحيفة “ذا تايمز” the times البريطانية تقريراً صادماً بالأرقام حول حجم الدمار الذي لحق بقطاع غزة، واصفةً المشهد بأنه “خراب يحتاج إلى عقد من الزمن ليُعاد بناؤه”، وسط تقديرات تشير إلى أن تكلفة إعادة الإعمار قد تصل إلى 50 مليار دولار.
وبحسب التقرير، فإن مدة إعادة إعمار القطاع ـ الذي يفتقر حالياً إلى مقومات الحياة الأساسية من مياه وكهرباء وصرف صحي ـ قد تمتد إلى عشر سنوات على الأقل، نظراً لحجم الدمار غير المسبوق الذي طال البنية التحتية بأكملها.
أما عن الخسائر المادية، فقد قدرت “the times” كمية الأنقاض والركام الناتجة عن الحرب بأكثر من 54 مليون طن من الحجارة والمخلفات، مشيرة إلى أن 83% من مباني القطاع تضررت جزئياً أو كلياً، فيما تعرّض أكثر من 17 ألف مبنى للتدمير الكامل.
وفي الجانب الإنساني، كشفت وزارة الصحة الفلسطينية عن حصيلة مأساوية هي الأكبر منذ عقود، إذ ارتقى 67,806 شهداء، وأُصيب 170,066 شخصاً بجروح متفاوتة، بينما لا يزال أكثر من 9,500 شخص في عداد المفقودين. كما أودت المجاعة الناتجة عن الحصار بحياة 463 فلسطينياً، بينهم 157 طفلاً.
وفي الوقت الذي كان يُفترض أن يسود الهدوء بعد وقف إطلاق النار، شهد القطاع خلال اليومين الماضيين حوادث دامية جديدة، حيث اندلعت اشتباكات داخلية وصفتها بعض المصادر بأنها صراعات عشائرية أو انتقامية، في حين تحدث آخرون عن عمليات استهداف لخونة أو متعاونين.
ومهما اختلفت الروايات، فإن النتيجة واحدة: مزيد من الدماء على أرضٍ لم تجف فيها الدموع بعد، وشعبٍ لم يتعافَ بعد من ويلات الحرب.