رأت مصادر سياسية نقلت عنها صحيفة "نداء الوطن" أن توقيع حركة "حماس" على الخطة الأميركية لإنهاء الحرب في قطاع غزة، والتي تتضمّن عمليًا إنهاء وجودها العسكري والسياسي داخل القطاع، لا يُعدّ فقط تحوّلًا استراتيجيًا في الصراع، بل يشكّل ـ بحسب المصادر ـ "صفعة سياسية مدوّية لحزب الله" في لبنان، وتراجعًا عمليًا لشعار "هيهات منا الذلة".
وأشارت المصادر إلى أن ما وصفته بـ"الاغتيال شبه اليومي" لعناصر الحزب، بالتزامن مع "عجزه عن الرد"، هو بحد ذاته شكل من أشكال الإذلال الاستراتيجي، يضع المقاومة في موقف دفاعي حرج، ويؤكد أن قواعد الاشتباك السابقة قد تغيّرت بالكامل.
وتضيف المصادر أن توقيع "حماس" على الخطة الأميركية خلف حالة من الغضب والارتباك داخل صفوف "حزب الله"، الذي يعيش ـ بحسبها ـ فوضى تنظيمية داخلية، وتخبطًا في توزيع الأدوار، مع بروز صراع غير معلن بين جناحين في داخله، في ظل تساؤلات عن استراتيجية الحزب للمرحلة المقبلة.
واعتبرت المصادر أن المفارقة التاريخية تتجلى في كون من أطلق "طوفان الأقصى"، قد عاد ليوقّع اتفاق سلام، بينما من دخل المعركة من لبنان إسنادًا، خرج منها مثقلًا بالدمار والعزلة والخسائر الاقتصادية والسياسية، التي يتحمل اللبنانيون تبعاتها.
وخلصت المصادر إلى أن ما يحدث في غزة ليس تفصيلًا بعيدًا عن لبنان، بل هو "مرآة لما ينتظر حزب الله في المرحلة المقبلة"، مشيرة إلى أن تسليم السلاح في غزة قد يمهد الطريق لسيناريو مماثل في لبنان. وأكدت أن كل المؤشرات توحي بأن إسرائيل، وبعد أن "تنتهي من حماس"، ستتفرّغ لـ"حزب الله"، وسط مناخ إقليمي ودولي متغيّر يضع سلاح الحزب مجددًا على طاولة البحث.