عاجل:

لبنان بعد غزة: ضغط دبلوماسي مرتقب وتسوية على الطاولة تشمل السلاح والحدود (النهار)

  • ٣٩

دخل لبنان ومعه المنطقة في مرحلة ترقّب دقيقة بعد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط تساؤلات كبيرة حول الخطوات التالية على الجبهة الجنوبية، وما إذا كانت إسرائيل ستستدير نحو لبنان بعد استراحة ما بعد الحرب.

وبينما تنشغل الأطراف الإقليمية والدولية بترتيب المرحلة المقبلة في غزة، توقعت أوساط دبلوماسية مطلعة أن يشهد لبنان حركة دبلوماسية نشطة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، تشمل زيارات لمسؤولين أميركيين وأوروبيين وعرب، لإعادة تحريك الملف اللبناني الذي وُضع جانباً منذ جلسة مجلس الوزراء في 5 أيلول.

الحراك المرتقب، بحسب الأوساط، لا يقتصر على الدعم السياسي أو الاقتصادي، بل يحمل مؤشرات أولية نحو الدفع بتسوية سياسية شاملة، تتناول ملف الحدود بين لبنان وإسرائيل، وسلاح "حزب الله"، خصوصًا بعدما وُضع ملف غزة – وهو الأكثر تعقيداً – على سكة التسوية.

وفي هذا السياق، كتبت صحيفة "النهار" أن لبنان بدا خلال الحرب على غزة أكثر البلدان العربية انشدادًا إلى تطوراتها، وأن مرحلة ما بعد الحرب تُهيّئ المسرح لانتقال الضغوط إلى الساحة اللبنانية، خصوصًا في ما يتعلق بحصرية السلاح في يد الدولة. ووصفت الصحيفة المشهد بأنه "أنتم السابقون ونحن اللاحقون"، في إشارة إلى أن ما طُبّق في غزة، وتحديداً الخطة الأميركية لنزع سلاح "حماس"، قد يكون تمهيدًا لمسار مشابه في لبنان.

ووفق المعطيات، فإن الرسائل الدبلوماسية التي تصل تباعاً إلى بيروت، تحثّ على التحسّب والتعاطي بجدية مع التحولات الجارية، مع تشديد خاص على دور "حزب الله"، الذي يُطلب منه عدم تكرار "أخطاء جسيمة" من خلال مواصلة المواجهة السياسية والعسكرية، ورفض تسليم السلاح للجيش اللبناني.

منطقة الشرق الأوسط تبدو، بحسب مراقبين، على أبواب تحوّل جذري غير مسبوق، ولبنان في قلب هذا التحوّل. ولذلك، فإن الأسابيع القليلة المقبلة ستكون حاسمة في رسم ملامح المرحلة، واختبار مدى قابلية الأطراف الداخلية للانخراط في تسوية شاملة أو الدخول في مواجهة مع الضغوط الدولية المتصاعدة.

المنشورات ذات الصلة