في إنجاز يُعدّ الأول من نوعه في مجال علاج العقم، أعلن علماء من جامعة أوريغون للصحة والعلوم في الولايات المتحدة عن نجاحهم في إنتاج بويضات بشرية قابلة للتخصيب انطلاقًا من خلايا جلدية، فيما وُصف بأنه "اختراق هائل" و"تقدّم غير مسبوق" في تكنولوجيا الخصوبة.
وقد استخدم الفريق البحثي تقنية متقدّمة أطلق عليها اسم "انقسام الصبغيات" (Chromosome segregation)، مكّنتهم من إزالة العدد الزائد من الكروموسومات في الخلايا الجلدية، وتحويلها إلى خلايا تحتوي على 23 كروموسومًا فقط، وهو العدد الطبيعي في البويضة البشرية.
تفاصيل التجربة:
-تم إنتاج 82 بويضة مخبريًا باستخدام هذه الطريقة.
-حوالي 9% فقط من هذه البويضات تطوّرت إلى مرحلة الكيسة الأريمية، وهي المرحلة التي تسبق زرع الجنين في الرحم في حالات التلقيح الاصطناعي.
-رغم هذا النجاح، لاحظ العلماء أن نسبة كبيرة من البويضات فشلت في التطوّر، كما أظهرت بعض الأجنة تشوهات في الكروموسومات.
خطوة ثورية ولكن..
رغم الإنجاز العلمي اللافت، دعا الباحثون إلى توخي الحذر. فقد أوضحوا أن الطريق لا يزال طويلاً قبل تطبيق هذا الابتكار في العيادات، خاصة في ظل وجود تحديات تتعلق بالسلامة، والاستقرار الجيني، والأخلاقيات الطبية.
وقال البروفيسور ريتشارد أندرسون، أستاذ الطب التناسلي في جامعة إدنبرة، تعليقًا على النتائج:
"إمكانية إنتاج بويضات من خلايا الجلد قد تغيّر حياة نساء كثيرات، خاصة اللواتي فقدن خصوبتهن نتيجة العلاجات الكيميائية أو الوراثية. إنها خطوة ثورية، لكننا لا نزال في بدايات الطريق."
ماذا يعني هذا الاكتشاف؟
-قد يوفر الأمل للنساء اللواتي فشلن في الحمل بسبب مشاكل في البويضات.
-قد يمهد الطريق لعلاج حالات العقم الوراثي أو الناتج عن الشيخوخة أو السرطان.
-يثير تساؤلات كبرى حول أخلاقيات التلاعب بالخلايا البشرية، وإمكانية استخدام هذا التقدّم في مجالات أخرى مثل تعديل الصفات الوراثية.
بين الأمل والتحدي:
هذا التطور المذهل يفتح أبوابًا جديدة في عالم الطب التناسلي، لكنه في الوقت نفسه يدعو إلى نقاش علمي وأخلاقي واسع حول مستقبل الخصوبة، وحول كيفية استخدام هذه التكنولوجيا بطريقة مسؤولة وآمنة.