عاجل:

بوتين: علاقتي بترامب استثنائية.. وقضية غزة لا يمكن حلها إلا بإقامة الدولة الفلسطينية

  • ٣٤

في كلمة شاملة خلال منتدى "فالداي" الدولي للحوار، شدّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن مسائل التعددية المركزية في العالم تستحق اهتمامًا خاصًا اليوم، مؤكدًا أن العالم يشهد تحوّلات غير مسبوقة من حيث السرعة والعمق. وأشار إلى أننا نعيش في زمن يتغير فيه كل شيء بسرعة كبيرة وبشكل جذري، حيث أصبح العالم متعدد الأقطاب ديناميكيًا إلى درجة يصعب أحيانًا التنبؤ بما سيحدث، مما يتطلب استجابات سياسية واستراتيجية سريعة.

واعتبر بوتين أن ما يميز المرحلة الحالية هو أن عددًا غير مسبوق من الدول يسعى للتأثير في مجريات الأمور على الساحة العالمية، وهو ما يرسّخ واقعًا جديدًا أكثر ديمقراطية، مؤكّدًا أن أي حلول في العالم لا يمكن أن تُفرض من طرف واحد، بل يجب أن تقوم على اتفاقات تُرضي الجميع أو الغالبية، وإلا فلن تكون قابلة للتطبيق.

وفي هجوم مباشر على السياسات الغربية، لفت بوتين إلى أن موسكو عرضت مرتين الانضمام إلى حلف الناتو وتم رفضها في المرتين، ما يكشف بحسب تعبيره عن غياب نية الغرب للتعاون الحقيقي. وقال إن كل محاولات إملاء أفعال الدول الأخرى باءت بالفشل، مؤكّدًا أنه "لم ولن توجد قوة في العالم تملي على الجميع ما يجب فعله"، معتبراً أن التعددية القطبية اليوم هي نتيجة مباشرة لمحاولات الغرب الحفاظ على هيمنته، وأن انهيار هذه الهيمنة كان مسألة وقت لا أكثر.

على الصعيد الاقتصادي، أشار الرئيس الروسي إلى أن بلاده صمدت أمام موجات غير مسبوقة من العقوبات الدولية، واصفًا تلك الإجراءات بأنها فاشلة رغم شدتها. وقال إن روسيا تحقق رقمًا قياسيًا من حيث عدد العقوبات المفروضة ضدها، لكنها استمرت في التقدم، معتبرًا أن العالم، رغم تصاعد الصراعات، لا يزال مترابطًا، مما يُحتم على الدول مراعاة آراء بعضها البعض عند التعامل مع الأزمات.

وردًا على التصريحات الغربية بشأن احتمال نشوب حرب وشيكة مع روسيا، قال بوتين: "هذه المزاعم هراء"، موجّهًا رسالة لاذعة إلى النخب الغربية بقوله: "اهدأوا، وناموا بسلام، وعالجوا مشاكلكم بأنفسكم". واعتبر أن بعض الدول تسعى لهزيمة استراتيجية لروسيا ومعاقبة شعبها، بينما تواصل أوروبا ما وصفه بـ"هستيريا" اعتبار روسيا عدوًا دائمًا. وأضاف: "نراقب عن كثب عسكرة أوروبا، فهذا شأن يتصل بأمننا المباشر".

وفي الشأن الدولي، كشف بوتين أنه اطلع على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الشرق الأوسط، معتبرًا أن فيها "ضوءًا في آخر النفق"، ومشدّدًا على أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا يمكن حله بالطرق الغربية التقليدية. وأشار إلى أنه يتفق مع النظرية التي تقول إن وجود ترامب في السلطة كان قد يمنع اندلاع الحرب في أوكرانيا، مضيفًا: "لو لم يقترب حلف شمال الأطلسي من حدود روسيا، لكان من الممكن تجنّب الصراع في أوكرانيا".

واعتبر بوتين أن ما يحدث في أوكرانيا هو مأساة مؤلمة لروسيا، مُحمّلًا أوروبا المسؤولية الكبرى في الفشل بوقف النزاع. وقال إن الدول الغربية تتعامل مع الوضع في أوكرانيا كوسيلة لتوسيع نفوذها وتحقيق الأرباح، مؤكدًا أن هناك تغيرات ملموسة في الوعي العام داخل أوكرانيا رغم ما وصفه بـ"غسيل الأدمغة" الذي تمارسه السلطات الأوكرانية. وذكّر بأن لكل دولة الحق المشروع في ضمان أمنها، بما في ذلك أوكرانيا وروسيا.

وفي ختام كلمته، وصف بوتين تصرفات الإدارة الأميركية الحالية بأنها عقلانية من حيث مراعاة مصالح بلادها، مؤكدًا أن روسيا تحتفظ بحقها الكامل في اتخاذ القرارات التي تصب في مصلحة أمنها القومي ومصالحها الوطنية. وأضاف أن بلاده تهدف إلى إعادة بناء العلاقات مع الولايات المتحدة بشكل كامل، على قاعدة الاحترام المتبادل والندية.

المنشورات ذات الصلة