أنهت الحكومة الجزائرية مهام سفيرها في لبنان، كمال بوشامة، وذلك بعد أقل من عشرة أشهر على تعيينه، على خلفية تصريحات مثيرة للجدل أطلقها مؤخراً بحق الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، وصفه فيها بـ"المختل عقلياً"، ما اعتُبر خرقاً للأعراف الدبلوماسية وخروجاً عن الموقف الرسمي للدولة الجزائرية.
ووفق ما نقلته عدة مواقع إخبارية عربية، فإن قرار إنهاء مهام السفير جاء سريعاً، بعد أن أثارت تصريحاته ردود فعل دبلوماسية واسعة، واعتُبرت موقفاً شخصياً لا يعبّر عن السياسة الخارجية للجزائر.
وكان بوشامة قد أدلى بهذه التصريحات خلال مناسبة غير رسمية، انتقد فيها السياسات الأميركية في المنطقة، وتحديداً مواقف ترمب من القضية الفلسطينية، مستخدماً تعبيرات وُصفت بأنها غير لائقة في السياق الدبلوماسي.
مصادر مطلعة أشارت إلى أن وزارة الخارجية الجزائرية تحرّكت بشكل عاجل لمعالجة تداعيات التصريحات، وأبلغت بيروت رسمياً بانتهاء مهام بوشامة، تمهيداً لتعيين بديل عنه في أقرب وقت.
ويُعد هذا التطور دليلاً على تشدد الجزائر في الالتزام بضوابط الخطاب الدبلوماسي، وتفادي أي مواقف قد تفسّر على أنها إساءة لعلاقاتها الخارجية، خصوصاً مع قوى دولية وازنة كالولايات المتحدة.