عاجل:

لبنان على خط الزلزال.. مبادرة ترامب بين نجاح يغيّر خريطة المنطقة وفشل يعمّق الانقسام الداخلي (الديار)

  • ٣٣

في الساعات الأخيرة، بدأت تتضح ملامح المسار الذي تسلكه مبادرة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، التي أعاد طرحها ضمن مقاربة جديدة ذات طابع اقتصادي وأمني، جاءت كجزء من "صفقة القرن" التي أعدّها بالشراكة بين مستشاره جاريد كوشنر ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.

المبادرة، التي تم تفعيلها خلال الـ48 ساعة الماضية، تهدف إلى إعادة تشكيل الخريطة السياسية للصراع العربي–الإسرائيلي، وإعادة هندسة العلاقة بين إسرائيل وعدد من العواصم العربية. وإذا ما كُتب لها النجاح، فإنها ستشكّل محطة استراتيجية مفصلية بتداعيات عميقة على مجمل ملفات الشرق الأوسط، وعلى الساحة اللبنانية تحديدًا.

أما في حال فشلت، فلن يُنظر إلى الأمر كمجرد تعثر تكتيكي، بل كإخفاق في البنية الكاملة للترتيبات الأميركية–الإسرائيلية في المنطقة. ترتيبات كانت تهدف بالدرجة الأولى إلى عزل قوى المقاومة في لبنان، وسوريا، وفلسطين، وفرض نموذج "سلام قسري" يعيد رسم معادلات النفوذ الإقليمي.


من هذا المنطلق، يُعاد وضع لبنان مباشرة في قلب هذا التحول الاستراتيجي، حيث يصبح التأثير عليه مباشراً من حيث الموقع الجغرافي، والدور الإقليمي، والمعادلة الأمنية، والشراكة السياسية.

وفي هذا السياق، تؤكد مصادر سياسية لصحيفة "الديار" أن فشل المبادرة من شأنه أن يعمّق الانقسامات الداخلية، ويُضعف قدرة السلطة الحالية على اتخاذ قرارات حاسمة أو التعامل مع الضغوط الدولية. في المقابل، يُتوقع أن يحافظ حزب الله على خطاب دعم القضية الفلسطينية كمكوّن أساسي في موقفه السياسي، بينما يجري مراجعة استراتيجية داخلية تهدف إلى الموازنة بين خيارات "تصعيد تكتيكي" محدود أو المحافظة على استقرار نسبي مدروس.

كما رجّحت المصادر أن بعض الدول العربية قد تعيد تقييم مقارباتها تجاه لبنان، إمّا عبر الضغط لتفادي أي تصعيد، أو عبر دعم مسارات بديلة للتهدئة، تحمي مصالحها في المنطقة.

السيناريوهات المحتملة: من تصعيد محدود إلى مواجهة شاملة

استنادًا إلى المعطيات الحالية، ترجّح المصادر أحد السيناريوهين التاليين:

تصعيد محدود ومتقطّع: يشمل ارتفاعًا في وتيرة الغارات والاستهدافات، ضمن رقعة جغرافية أوسع، مع بقاء الأمور تحت السيطرة عبر تدخلات ووساطات إقليمية. وهذا السيناريو يُعد الأكثر ترجيحًا في المدى القريب.

تصعيد إقليمي واسع: يفتح على مواجهة مفتوحة قد تتوسع لتشمل ضربات صاروخية على نطاق إقليمي، وربما تطال إيران، خصوصًا في ظل تقارير استخبارية تتحدث عن استعدادات وتحذيرات عسكرية في طهران.

تختم المصادر بالإشارة إلى أن نجاح أو فشل مبادرة ترامب لا يخصّ غزة وحدها، بل يمثل عامل تفجّر إضافي في البيئة الإقليمية، مع ما يعنيه ذلك من تداعيات على لبنان. فالبلد بات مجددًا في مرمى التوتر الأمني، وسط انقسام داخلي يعوق استجابات الدولة، وأزمة اقتصادية–اجتماعية تتفاقم يومًا بعد يوم.
المنشورات ذات الصلة