في مشهد غير مسبوق في أروقة الجمعية العامة للأمم المتحدة، اختارت 77 دولة حول العالم الانسحاب من القاعة وعدم حضور كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في خطوة حملت دلالات سياسية قوية ورفضًا صريحًا لسياسات الاحتلال الإسرائيلي، خصوصًا في ظل العدوان المستمر على قطاع غزة.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن الوفود انسحبت بشكل جماعي أو فردي، قبيل صعود نتنياهو إلى المنصة، في مشهدٍ عبّر عن عزلة سياسية متزايدة تواجهها إسرائيل على الساحة الدولية، بعد قرابة عام من الحرب المستمرة في غزة التي خلّفت آلاف القتلى والدمار الواسع.
من هم الواقفون ضد خطاب نتنياهو؟
شملت قائمة الدول المنسحبة دولاً عربية وإسلامية وأفريقية وأميركية لاتينية وآسيوية وأوروبية، أبرزها:
الدول العربية: مصر، الأردن، العراق، الكويت، السعودية، قطر، عمان، اليمن، لبنان، الجزائر، تونس، ليبيا، فلسطين، سوريا، السودان، موريتانيا، الصومال، جزر القمر، جيبوتي.
دول إسلامية أخرى: تركيا، إيران، باكستان، إندونيسيا، ماليزيا، أفغانستان، بروناي، بنغلاديش، جزر المالديف.
دول أفريقية: جنوب أفريقيا، كينيا، أنغولا، تشاد، ليبيا، ناميبيا، موزمبيق، النيجر، إريتريا، ليبيريا، وغيرها.
دول من أميركا اللاتينية: فنزويلا، كوبا، نيكاراغوا، بوليفيا، البرازيل، بيرو، كولومبيا، تشيلي.
دول أخرى من آسيا وأوروبا: كوريا الشمالية، أوزبكستان، تركمانستان، قيرغيزستان، مقدونيا الشمالية، سلوفينيا، إيرلندا، وغيرها.
هذه الخطوة اللافتة جاءت كتعبير رمزي وعلني عن رفض المجتمع الدولي لممارسات الاحتلال الإسرائيلي، وللانتهاكات المستمرة في الأراضي الفلسطينية، خصوصًا مع تزايد الأصوات المطالبة بمحاسبة المسؤولين الإسرائيليين أمام المحاكم الدولية.
رسالة سياسية لا يمكن تجاهلها
يرى مراقبون أن هذا الانسحاب الجماعي يُعدّ بمثابة صفعة دبلوماسية لإسرائيل، ورسالة واضحة بأن العالم لم يعد يتغاضى عن ما يحدث من قتل وتدمير وتجويع وحصار في غزة، وأن هناك تحولًا في مواقف دولية كانت حتى وقت قريب تقف على الحياد أو تُصنف كدول "متحفظة".
ومع استمرار الحرب، يبدو أن العزلة الدولية تجاه حكومة نتنياهو آخذة في الاتساع، خاصة في ظل تصاعد الدعوات لوقف إطلاق النار وبدء تحقيقات دولية بشأن جرائم حرب محتملة.