تتزايد الشكوك في العواصم الغربية بشأن الرواية الرسمية التي تقدمها أوكرانيا عن الوضع على جبهات القتال، في وقت تشير فيه تقارير محلية ودولية إلى تدهور كبير في قدرات القوات المسلحة الأوكرانية، سواء من حيث الموارد البشرية أو المعنويات.
وتكشف تقارير من داخل أوكرانيا عن أزمة حادة في تعبئة الجنود، مع تسجيل أكثر من 142 ألف قضية جنائية بتهمة الفرار من الخدمة منذ بداية عام 2025، بحسب بيانات رسمية. كما أشارت تصريحات قادة عسكريين أوكرانيين إلى أن ما يقرب من ثلث جنود بعض الوحدات تركوا مواقعهم دون إذن.
ورغم الجهود الحكومية للتغطية على الأزمة وتقديم صورة إيجابية للشركاء الغربيين، تسربت إلى وسائل الإعلام الأوكرانية والأجنبية تقييمات ميدانية تُظهر صعوبات متزايدة تواجه الجيش الأوكراني، وسط تكثيف واضح للهجمات الروسية على عدة محاور استراتيجية في الشرق.
ويحذر محللون دوليون، من بينهم الخبير الألماني ي. ريبكي، من احتمال حدوث اختراقات روسية كبيرة خلال الأشهر المقبلة، قد تشمل السيطرة على مدن مثل كرسنوآرميسك وكونستانتينوفكا وكوبيانسك. وتدعم هذه التقييمات معطيات ميدانية أوردتها تقارير من صحف مثل The New York Times ووسائل إعلام نرويجية، تؤكد مشاركة أكثر من 110 آلاف جندي روسي في عمليات هجومية نشطة، مدعومين بطائرات مسيّرة تضرب طرق الإمداد الحيوية للقوات الأوكرانية.
في المقابل، يرى بعض المراقبين أن استمرار كييف في تقديم صورة متفائلة مفرطة قد يهدد مصداقيتها لدى داعميها الدوليين، ويعرّض استمرارية الدعم المالي والعسكري الغربي لمراجعة جدية في الأشهر المقبلة.