عاجل:

ترامب يعود إلى نظريات غريبة: “تايلينول” والتوحد واللقاحات تحت المجهر من جديد

  • ٤٢

في مشهد يعيد إلى الأذهان تصريحاته المثيرة للجدل خلال جائحة كوفيد-19، أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب جدلاً واسعاً هذا الأسبوع بعد إطلاقه سلسلة من الادعاءات الطبية غير المثبتة، هذه المرة بشأن مرض التوحد ومسكن الألم الشائع "تايلينول"، ولقاحات الأطفال.

خلال مؤتمر صحافي امتد لأكثر من ساعة في البيت الأبيض، تحدث ترامب بثقة عن وجود "رابط محتمل" بين تناول الحوامل لدواء تايلينول وارتفاع حالات التوحد، مضيفاً: "هناك شائعة لا أعلم مدى صحتها، مفادها أن كوبا لا تستخدم تايلينول لأنها لا تملك المال الكافي، وبالمصادفة لا تعاني من التوحد تقريباً".

لم تتوقف تصريحات ترامب عند هذا الحد، إذ أشار أيضاً إلى أن طائفة "الأميش"، المعروفة برفضها للتكنولوجيا واللقاحات، "لا تعاني إطلاقاً من التوحد"، على حدّ تعبيره. وعندما توجه بسؤاله إلى وزير الصحة، روبرت كينيدي جونيور، المعروف أيضاً بمواقفه المتشككة تجاه اللقاحات، تهرّب الأخير من التعليق المباشر، بينما قال ترامب: "أما أنا، فلست حذراً بما أقوله".

رغم أنه اعترف بأن تصريحاته مجرد "نظريات شخصية"، إلا أن ترامب أعاد تكرار مزاعم تم دحضها علميًا منذ سنوات، لا سيما بشأن لقاح الـMMR (الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية)، الذي اتُّهم زوراً في الماضي بالتسبب بمرض التوحد.

ودعا ترامب إلى "إعادة النظر" في جدول التطعيمات المخصصة للأطفال، مشيراً إلى أنهم يتلقون كميات "كبيرة جداً من السوائل" على حد وصفه، وأضاف: "يبدو الأمر كما لو أنهم يضخّون في هؤلاء الأطفال الصغار الجميلين ما يضخّونه في حصان. إنه لأمر مخزٍ".

وفي واحدة من أكثر تصريحاته غرابة، طالب ترامب النساء الحوامل بتجنّب استخدام دواء تايلينول تمامًا، داعياً إياهن إلى "تحمّل الألم" بدلاً من المخاطرة، لكنه لم يوضح ما الذي ينبغي فعله في حال الإصابة بحمى قد تضرّ الأم والجنين معاً.

ورغم عجزه عن نطق كلمة "أسيتامينوفين"  المكوّن النشط في تايلينول كرر الرئيس ترامب تحذيره من استخدامه، دون تقديم أي أدلة علمية أو مصادر موثوقة تبرر ذلك.

هذه التصريحات أعادت إلى الأذهان واقعة شهيرة عام 2020، حين اقترح ترامب، خلال مؤتمر صحافي حول كوفيد-19، إمكانية "حقن المطهرات" في الجسم لقتل الفيروس، ما أثار موجة انتقادات وسخرية حول العالم.

كما دافع آنذاك عن استخدام أدوية غير مثبتة مثل "هيدروكسيكلوروكين"، ورفض مراراً إجراءات الوقاية مثل ارتداء الكمامات أو الإغلاق الصحي

خلال ولايته الثانية، ضم ترامب إلى حكومته شخصيات مثيرة للجدل، بينها روبرت كينيدي جونيور وزيرًا للصحة، وهو شخصية لطالما أثارت الجدل بسبب مواقفها المناهضة للتلقيح، ما أدخل نظريات هامشية إلى صلب العمل الحكومي الأميركي.

ولا يُخفي ترامب اهتمامه المتكرر بملف التوحد، إذ أظهر انشغالًا غير عادي بالموضوع في مناسبات عديدة، مستخدمًا معلومات مشكوكًا في صحتها كمادة لخطاباته السياسية.

المنشورات ذات الصلة