عاجل:

تصعيدٌ دبلوماسي وعسكري: "صدمة" في لبنان من مواقف أميركية "خشنة" وتهديدات "إسرائيلية" متزايدة (الراي الكويتية)

  • ٣٧

كتبت جريدة "الراي الكويتية" أن المشهد اللبناني شهد تصعيدًا غير مسبوق في المواقف الأميركية والإسرائيلية، بعدما باغت الموفد الأميركي توماس براك بيروت بتصريحات وُصفت بـ"الخشنة"، حملت لهجة حادة تجاه الحكومة اللبنانية وموقفها من ملف سلاح "حزب الله"، الأمر الذي فُسِّر كرسالة إنذار مبكر باحتمال تشدد أميركي – إسرائيلي في المرحلة المقبلة.

وفي مقابلة مع قناة سكاي نيوز عربية، اعتبر براك أن "إيران وحزب الله عدوان لأميركا"، داعيًا إلى "قطع رؤوس هذه الأفاعي"، منتقدًا ما وصفه "بغياب العمل الفعلي من الجانب اللبناني في ما يخص نزع سلاح الحزب"، ومشيرًا إلى أن "الجيش اللبناني جيد تنظيمياً لكنه غير مجهز بما يكفي".

وأضاف أن "حزب الله يعيد بناء قوته ويتلقى ما يصل إلى 60 مليون دولار شهريًا"، معتبرًا أن على الحكومة اللبنانية أن تعلن بشكل واضح نيتها نزع سلاح الحزب. ولفت إلى أن واشنطن "لن تتدخل مباشرة في مواجهة الحزب"، ما فسّره مراقبون على أنه رفعٌ للغطاء الدولي عن أي مواجهة محتملة.

تصريحات براك التي أتت بعد أسابيع من إقرار الحكومة اللبنانية للإعلان المشترك مع واشنطن وخطة الجيش التدريجية لسحب السلاح جنوب الليطاني، أُدرجت في بيروت ضمن خانة "التصعيد الدبلوماسي"، واعتُبرت إشارة إلى أن الإدارة الأميركية لم تَعُد تكتفي بالتعهدات الحكومية، بل تطلب خطوات ملموسة وسريعة.

في موازاة ذلك، صعّدت إسرائيل من لهجتها وسلوكها العسكري على الحدود، إذ شهدت الأيام الأخيرة تنفيذ استراتيجية "الموجات النارية" عبر غارات متكررة على بلدات جنوبية، كان أعنفها استهداف بلدة بنت جبيل، حيث قُتلت عائلة مؤلفة من ثلاثة أطفال ووالدهم، ما أثار إدانات واسعة، أبرزها من منظمة اليونيسف التي وصفت الهجوم بأنه "غير مبرر"، مطالبة بوقف الأعمال العدائية فوراً.

كما تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بلغة حربية واضحة، قائلاً: "علينا تدمير المحور الإيراني بقدراتنا الخاصة، وقد تكون السنة المقبلة تاريخية لأمن إسرائيل"، فيما أكد مصدر أمني إسرائيلي أن "العملية البرية الأوسع داخل لبنان واردة إن لم يتم نزع سلاح حزب الله بالكامل".

وفي ظل هذا المشهد المتوتر، يُلقي قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون كلمة لبنان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة غدًا، حيث يُتوقّع أن يطلب دعمًا دوليًا للضغط على إسرائيل من أجل وقف اعتداءاتها، والانسحاب من النقاط المحتلة جنوبًا، كشرط لتسهيل مهمة الجيش في بسط سيطرة الدولة.

لبنان، الذي يعيش تحت وطأة أزمات اقتصادية وسياسية خانقة، بات اليوم أمام استحقاق جديد عنوانه: ضغوط خارجية متزايدة، ومواجهة داخلية مؤجلة حول السلاح والاستراتيجية الدفاعية، وسط تساؤلات عن مدى قدرة الدولة على الالتزام بتعهداتها وموازنة أمنها القومي مع الضغوط الإقليمية والدولية.

المنشورات ذات الصلة