إيست نيوز- ترجمة باسم اسماعيل
إن اعتراف المملكة المتحدة بالدولة الفلسطينية يفي بالالتزام الذي قطعه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في تموز عندما حذر من مثل هذه الخطوة في حال فشلت إسرائيل في الموافقة على وقف إطلاق النار في غزة والالتزام بحل الدولتين. إن فشل إسرائيل لم يترك للمملكة خياراً سوى تأكيد ما قد يرقى إلى تحول كبير في سياستها.
ومع ذلك فإن مدى أهمية هذا التغيير من الناحية العملية مسألة أخرى، ففلسطين لن تصبح دولة غداً لأنها تفتقر إلى الكثير من السمات المرتبطة بفكرة الدولة كحدود محددة وعاصمة وحكومة. ومع ذلك فإن هذا الاعتراف ليس بالأمر الهيّن حتى لو بقي في نطاق البادرة الدبلوماسية، فالنبرة الحادة التي اعتمدها رئيس الوزراء أثارت غضب إسرائيل التي اتهمته بمكافأة حماس على فظائع 7 أكتوبر 2023.
يسلط هذا الإعلان الضوء أيضاً على نقاط الضعف في المملكة المتحدة، فعلى الرغم من كل لغتها المتشددة بشأن غزة لم تتمكن من التأثير على سياسة إسرائيل تجاه غزة أو في المنطقة بشكل عام قيد أنملة. وفي حين أن الاعتراف قد يعطي بعض الأمل للفلسطينيين إلا أنه لا يوجد حتى الآن أي دليل على أن توقيع المزيد من الدول على الاعتراف سيترجم إلى إرادة سياسية دولية أكبر.
إن اعتراف المملكة المتحدة بدولة فلسطين هو صرخة إدانة ويأس من تدمير إسرائيل لغزة، ورسالة تهدف إلى إحياء الأمل في إمكانية إقامة دولة فلسطينية، وهي أيضاً إشارة إلى أن المملكة المتحدة قد تحولت عما كان يبدو في السابق دعماً مطلقاً لموقف الولايات المتحدة من إسرائيل .. ولكن ما لا ولن يفعله هذا الاعتراف هو تغيير سياسة إسرائيل تجاه غزة بأي شكل من الأشكال أو التعجيل بإقامة أي دولة فلسطينية.