بعد قرار البنك المركزي السعودي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، تستعد الشركات السعودية المدرجة المثقلة بالديون، للاستفادة من هذا القرار، لكن مدى الاستفادة من هذه القرار ستختلف من قطاع لآخر وأيضًا من شركة لأخرى.
تشير بيانات رسمية إلى أن إجمالي ديون شركات المدرجة في مؤشر السوق السعودية الرئيسية “تاسي” وصل إلى أكثر من 1.8 تريليون ريال، بما فيها ديون طويلة وقصيرة الأجل.
وقرر بنك الاحتياط الفيدرالي الأمريكي الأربعاء الماضي خفض أسعار الفائدة بواقع ربع نقطة مئوية، في أول خفض خلال ولاية دونالد ترامب الثانية، والأول كذلك خلال عام بعد أن الخفض السابق في سبتمبر 2024، وتبعته في ذلك البنوك المركزية الخليجية ومنها البنك المركزي السعودي.
وسيختلف مدى استفادة الشركات من أسعار الفائدة المنخفضة على أساس هيكل توزيع الديون بحسب نسبة الديون بفائدة ثابتة أو متغيرة، وكذلك حصص الديون طويلة وقصيرة الأجل، فيما ستستفيد الشركات عمومًا من الديون الجديدة بفائدة أقل.
وفقا لبيانات من “بلومبرغ” و شركة ”تداول”، تجاوزت ديون 18 شركة مدرجة ضعفي حقوق المساهمين بنهاية الربع الثاني من العام الجاري، فيما هناك 20 شركة تعادل ديونها أكثر من نصف أصولها.
وشهدت الأسهم المثقلة بالديون في السوق السعودية ارتفاعات شبه جماعية خلال آخر جلستين الأسبوع الماضي أبرزها مكاسب أسهم “أرامكو” و”أكوا باور” و”سينومي ريتيل” و”كيمانول”.
وتأثرت النتائج المالية للشركات المدرجة بالسوق السعودية بشكل كبير بارتفاع أسعار الفائدة لأعلى مستوياتها في أكثر من عقدين التي سادت خلال الفترة الماضية، وهو ما أعلنته بالفعل غالبية هذه الشركات في إفصاحاتها المالية في صورة زيادات كبيرة في تكلفة التمويل.
وتأتي شركات قطاعات الطاقة والمرافق والتعدين والاتصالات والبتروكيماويات في مقدمة الشركات الأعلى مديونية في السوق السعودية بسبب حجم وطبيعة الأنشطة التي تعمل فيها والتي تحتاج لأموال ضخمة.
على صعيد الشركات، تحتل الصدارة شركة أرامكو السعودية بديون تفوق 348 مليار ريال بنهاية الربع الثاني من العام الجاري، ثم الكهرباء السعودية نحو 179 مليار ريال، وسابك 42 مليار ريال، ومعادن 35 مليار ريال، وأكوا باور 30 مليار، ثم "وبترورابغ" و"إس تي سي" و"سينومي سنترز " و"مرافق" و"المملكة القابضة" ما بين 29 و13 مليار ريال.
ذكرت شركة أرامكو السعودية في تقرير مجلس الإدارة لعام 2023 أنه في 31 ديسمبر 2023 و2022، قد يؤدي التغير بـ1% في أسعار الفائدة في السوق، مع بقاء جميع المتغيرات الأخرى ثابتة، إلى صافي تغير بنحو 1.28 مليار ريال و2.16 مليار ريال، على التوالي، في دخل الشركة قبل ضرائب الدخل والزكاة نتيجة لأثر ارتفاع أو انخفاض أسعار الفائدة في السوق.
كنسبة لحقوق المساهمين، تتجاوز الديون لدى 18 شركة ضعفي حقوق مساهميها، بينها 3 شركات ديونها أكثر من 3 أضعاف حقوق المساهمين لديها، وهم، بان القابضة وساسكو والزامل للصناعة، بينما هناك 7 شركات أخرى تبلغ ديونها أكثر من 2.5 ضعف حقوق مساهميها وهم، بترورابغ، الدريس، كيمانول، طباعة وتغليف، المتقدمة، ومرافق، والمطاحن الحديثة.