عاجل:

التصعيد الإسرائيلي في الجنوب: رسائل بالنار وتحذيرات بالحرب ( الجمهورية )

  • ٣٢

في مشهدٍ قاتم تتكثّف فيه غيوم الخطر فوق لبنان، يبدو البلد وكأنّه محاصر داخل مثلّث مخاطر بلا مخارج طوارئ، حيث لا أفق واضح للأمان أو الاستقرار. فالأزمة الداخلية المتفاقمة تتقاطع مع تصعيد إسرائيلي مستمر على الجبهة الجنوبية، وسط تحذيرات جدّية من اندلاع حرب شاملة لا تُبقي ولا تذر.

وما يضاعف من قتامة المشهد، هو ما يصفه مرجع سياسي كبير لـ"الجمهورية" بـ"الرقص على حافة الهاوية"، حيث الانقسام السياسي والطائفي بلغ حدًّا مقلقًا، والمكوّنات الأساسية للسلطة في حالة إنكفاء تام عن مسؤولياتها، فيما الحرب تُشنّ من الخارج والداخل على حدّ سواء.

العمليات الإسرائيلية الأخيرة لم تكن عابرة، بل حملت رسائل ميدانية واضحة: الضغط بالنار، والتذكير بالقدرة على الضرب في أي مكان وزمان، ومحاولة فرض "منطقة عازلة" بالقوة. في المقابل، يلتزم "حزب الله" حتى الآن حالة من الترقّب، قد تكون جزءًا من استراتيجية تضليل أو إعادة تموضع.

في خضمّ هذه الأجواء، ينبّه خبراء عسكريون ودبلوماسيون غربيون إلى أنّ استمرار الوضع الحالي "المفتوح على الاحتمالات"، يهدد بانفجار واسع، خصوصاً في ظل غياب تطبيق فعلي لبنود القرار 1701، وغياب الإرادة الدولية لفرض الاستقرار.

لبنان اليوم أمام مفترق خطير، لا تُعالج تبعاته بالخطابات ولا بالتقوقع، بل بتوحيد الموقف الداخلي، وإعلاء المصلحة الوطنية فوق أي حساب آخر.

المنشورات ذات الصلة