تصوير عباس سلمان
في الذكرى السنوية الأولى للقائد الجهادي الكبير الشهيد الحاج إبراهيم عقيل ورفاقه، أكد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أن المقاومة باقية ومستمرة، وأن قادتها الشهداء هم مناراتٌ في درب التحرير والاستقلال، مشيراً إلى أن ما جرى في 20 أيلول 2024 من عدوان إسرائيلي على مركز لقادة وحدة الرضوان في الضاحية الجنوبية، والذي أودى بحياة 18 شهيداً من كوادر المقاومة ونحو 50 مدنياً، لا يزيد الحزب إلا تمسكاً بخياره.
كلمة قاسم لم تخلُ من التصعيد السياسي، إذ اعتبر أن المنطقة أمام منعطف خطير مع تصاعد التوحش الإسرائيلي المدعوم أميركياً، واصفاً الكيان الإسرائيلي بأنه كيان استيطاني توسعي زرعه الاستعمار البريطاني وتبنّته الولايات المتحدة كأداة لتفكيك المنطقة ومنع استقلالها. وشدد على أن الكيان تجاوز كل المعايير الإنسانية والقانونية، وأن المجازر التي يرتكبها، خصوصاً في غزة، تجسّد هذا الانهيار الأخلاقي.
ورأى قاسم أن فشل "الحرب الناعمة" والعقوبات والاتفاقيات الإقليمية، دفع أميركا وإسرائيل إلى اعتبار الإبادة خياراً مفضّلاً. وأكد أن ما بعد ضربة إسرائيل لقطر ليس كما قبلها، إذ تحوّل الاستهداف ليشمل كل من يشكل عائقاً أمام مشروع "إسرائيل الكبرى"، من فلسطين إلى لبنان وسوريا والأردن ومصر والعراق واليمن وحتى إيران.
ودعا قاسم إلى مواجهة هذا المشروع عبر التوحد في خندق المقاومة، على مستوى الشعوب والأنظمة والدول، معتبراً أن "إسرائيل" هي الخطر الحقيقي وليس المقاومة، وأن هذا الخطر يهدد كل مكونات المنطقة، عرباً ومسلمين ومسيحيين، بل والإنسانية جمعاء.
وفي رسالة مباشرة إلى المملكة العربية السعودية، دعا قاسم إلى فتح صفحة جديدة مع المقاومة، تبدأ بحوار صريح يعالج المخاوف ويؤمّن المصالح، وتقوم على اعتبار "إسرائيل" عدواً مشتركاً، مع تجميد الخلافات الماضية والانطلاق نحو أهداف استراتيجية موحدة. وأكد أن سلاح المقاومة موجه فقط نحو العدو الإسرائيلي، وليس لأي طرف آخر.
وأوضح أن الضغط على المقاومة يصبّ حتماً في مصلحة "إسرائيل"، وأن غيابها يعني انتقال الخطر مباشرة إلى الدول، داعياً الداخل اللبناني، حتى الخصوم السياسيين، إلى عدم تقديم خدمات مجانية للعدو عبر المواقف والمزايدات. وشكك بإمكانية الوثوق بأي طروحات أميركية طالما أن واشنطن تعلن التزامها الكامل بأمن "إسرائيل".
وأكد قاسم أن المقاومة مستمرة رغماً عن كل التهديدات، وهي تملك الشرعية الشعبية والسياسية، مستندة إلى إرث من القادة الشهداء أمثال السيد هاشم، والحاج عبد القادر، وسيد شهداء الأمة. وأضاف أن جمهور المقاومة لا يزال متمسكاً بسلاحها لأنه رأى فيه فعالية الردع والتحرير، فيما تتغذّى القيادة من هذه القاعدة الشعبية تعبئةً ودعماً.
وانتقد قاسم استمرار التمييز الدولي ضد الجيش اللبناني في نوعية السلاح، مشيراً إلى أن واشنطن لا تسمح بتزويده بما يمكن أن يؤثر على الجيش الإسرائيلي، مؤكداً استعداد المقاومة للوقوف إلى جانب الجيش اللبناني لمواجهة الاعتداءات، مع دعوة الحكومة اللبنانية إلى اتخاذ مواقف يومية صارخة وفعالة تجاه خروقات الاحتلال والتفكير بوسائل "خارج الصندوق".
وأنهى كلمته بتأكيد أن هذه المقاومة مستعدة لأقصى التضحيات كي تبقى مرفوعة الرأس، رافضةً أن تكون تابعة أو عبداً لأي قوة دولية، ومتمسكة بحرية لبنان واستقلاله، مشدداً على أن كل الإمبراطوريات سقطت حين فسدت، والظلم سيسقط، ولو بعد حين.


_20250919075857.jpeg)

_20250919075858.jpeg)




