عاجل:

من السويداء إلى الناقورة.. لبنان في قلب التجاذبات الإقليمية ورسائل الداخل والخارج تتقاطع (الأنباء الإلكترونية)

  • ٢٦

كتبت صحيفة "الأنباء" الالكترونية أنه في تطوّر لافت على الساحتين اللبنانية والإقليمية، بدأ الاتفاق الثلاثي (الأردني – السوري – الأميركي) بشأن محافظة السويداء السورية يأخذ طابعًا تنفيذيًا، ما أثار موجة تفاؤل بإمكانية احتواء الأزمة، خصوصًا مع تلاقي بنوده مع مبادرة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط التي دعا فيها إلى تحقيق دولي، محاسبة مرتكبي الانتهاكات، وإطلاق سراح المختطفين.

جنبلاط، الذي كان من أوائل المرحّبين بالاتفاق، واصل تحرّكاته الدولية الداعمة، حيث التقى في كليمنصو وفدًا تشيكيًا برئاسة كاترينا سيكوينسوفا، داعيًا إلى دعم إنساني عاجل للسويداء بعد الأحداث الدامية.

لكن الرياح لم تجرِ كما يشتهي الجميع، إذ قابلت اللجنة القانونية العليا في السويداء خارطة الطريق برفض قاطع، مطلقة حملة تواقيع تحت شعار "حق تقرير المصير"، ما أثار مخاوف من انقسام داخلي حاد في المحافظة. وأكّدت مصادر لـ"الأنباء" الإلكترونية أن هناك قلقًا حقيقيًا من تفكّك وحدة السويداء في ظل تعنّت الجماعة الانفصالية.

الأزمة تعقّدت أكثر مع تراجع جماعة الشيخ الهجري عن اتفاق تبادل الأسرى الذي رعته الولايات المتحدة، ما يهدد بانهيار المسار التفاوضي.

من جهته، السفير الأميركي توم باراك أعاد التأكيد على أهمية خريطة الطريق، معتبرًا أنها "مسار لبناء وطن متساوٍ في الحقوق"، فيما أشار وزير الخارجية الأميركي إلى أن الخطة تفتح باب المصالحة والعدالة لضحايا الفظائع.

 على الجبهة الجنوبية: تصعيد إسرائيلي ومواقف لبنانية حازمة

لبنان لم يكن بعيدًا عن التصعيد، إذ صعّدت إسرائيل هجماتها على قرى الجنوب، مستهدفة الشهابية، برج قلاويه، أطراف النبطية، كفرتبنيت، وميس الجبل.

الرئيس جوزاف عون ندد بشدة، قائلاً:

"صمت الدول الراعية تقاعس خطير.. ويجب أن تخدم الآلية جميع الأطراف لا أن تغطي الاعتداءات الإسرائيلية."

أما رئيس مجلس النواب نبيه بري، فاعتبر أن أكثر من 4500 خرق إسرائيلي يمثل عدوانًا على سيادة لبنان، مطالبًا المجتمع الدولي بإلزام إسرائيل الوقف الفوري للاعتداءات.

رئيس الحكومة نواف سلام أعرب عن خيبة أمله، متسائلًا:

"أين التزام إسرائيل بالآليات؟ وهل يُعقل أن تستمر بالترهيب والعدوان بينما نشارك في اجتماعات الميكانيزم؟"

وفي هذا السياق، تُعقد اللجنة الخماسية اجتماعًا في الناقورة الأحد، بحضور مورغان أورتاغوس، لمتابعة خطة دعم الجيش اللبناني وتقييم تنفيذها حتى الآن.

داخليًا: الموازنة 2026 والانتخابات في الواجهة

في بيروت، تواصل الحكومة مناقشة موازنة 2026، مركزة اليوم على واردات الدولة، وسط أزمة مالية خانقة.

أما على صعيد الانتخابات النيابية، فتسود حالة من الغموض. ففي حين تخشى بعض الكتل من دفع غير مباشر نحو تأجيل الانتخابات، تبحث اللجنة النيابية الفرعية تعديلات قانون الانتخاب، أبرزها:

-مقاعد المغتربين الستة وتوزيعها الطائفي والقاري

-الاستغناء عن البطاقة الممغنطة لضيق الوقت

-ضبط الإنفاق الانتخابي

لكن التوافق يبدو مهمة شبه مستحيلة وسط التجاذبات السياسية الحادة.

 على الساحة الدبلوماسية

الرئيس جوزاف عون استقبل ثمانية سفراء لبنانيين جدد قبل التحاقهم بمهامهم الخارجية، مشدّدًا على أهمية تمثيل لبنان كـ"دولة موحدة تحضن جميع أبنائها دون تمييز"، مطالبًا إياهم بإعادة تفعيل العلاقات الدولية وخدمة مصالح اللبنانيين المنتشرين.

 خلاصة المشهد:

من السويداء التي تتأرجح بين الانفصال والحل، إلى الجنوب اللبناني الذي يقاوم التصعيد الإسرائيلي، ومرورًا بمساعي الدولة لتثبيت حضورها الخارجي واستحقاقاتها الدستورية.. يبدو أن لبنان على مفترق طرق سياسي وأمني ودبلوماسي حاسم في الداخل والخارج.

المنشورات ذات الصلة