تفاصيل خطة باريس لتحييد لبنان عن حب غزة، امام قائد الجيش وقائد قوات اليونيفيل؟

  • ٢٥٤

اوردت الصحف اللبنانية تقريرا ديبلوماسيا حول تفاصيل ما دار بين وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو مع قائد الجيش العماد جوزف عون وقائد قوات اليونيفيل الجنرال أرولدو لازارو خلال تفقده قوات بلاده مطلع العام. ونقل التقرير محادثة مع الكولونيل أنطوان فوريشون دولاباردوني مستشار وزير الدفاع الفرنسي، الذي أوضح أن الخطة تقوم على الآتي:

أولاً، عدم ربط الوضع في جنوب لبنان بما يحدث في غزة، وبالتالي عدم ربط أيّ حل يمكن التوصل إليه بشأن جنوب لبنان - شمال إسرائيل مع الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة، وخصوصاً في ضوء الإصرار الإسرائيلي على الاستمرار في الحرب على غزة حتى هزيمة حماس.

ثانياً، إنشاء «test zone» يتم تطبيق القرار 1701 فيها بشكل كامل، بما يشمل انسحاباً لحزب الله من هذه المنطقة يترافق مع انتشار معزّز للجيش اللبناني، ووقف القصف وتحليق الطيران الإسرائيلي في هذه المنطقة التي تبلغ مساحتها 5x5 كلم، ولمدة خمسة أيام كمرحلة أولى.

ثالثاً: استغلال هذه المرحلة لتأمين عودة تدريجية للنازحين على جانبَي الحدود.

وبحسب الضابط الفرنسي نفسه، فإن «هذا الطرح التجريبي لا يشمل الأراضي اللبنانية المحتلة، ولا سيما مزارع شبعا التي تتمتع بوضعية خاصة ويُرجأ البحث فيها إلى مرحلة لاحقة». ونسب التقرير الى المسؤول الفرنسي نفسه أن «العمل بموجب هذه المبادرة قد يكون بداية مسار باتجاه حل ديبلوماسي ينطوي على تثبيت الحدود الجنوبية للبنان». ونقل تقييمه للموقف على الجانب الإسرائيلي، مشيراً الى أن إسرائيل «منفتحة للعمل على تثبيت الحدود البرية»، و«تركّز أكثر على ضرورة انسحاب حزب الله من منطقة عمليات اليونيفيل من جنوب الليطاني، مقابل انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة وتثبيت الحدود البرية".

وكرر الديبلوماسي الفرنسي التأكيد على ضرورة التوصل الى وقف إطلاق نار بأسرع وقت ممكن، وأشار الى أن «تجنب الحرب مع إسرائيل هو من مصلحة لبنان واللبنانيين، ومن مصلحة الإسرائيليين الذين يدركون أنّ أيّ حرب مع لبنان ستكون كلفتها باهظة جداً، وإن كانوا لا يشكّكون بقدرتهم على تحقيق انتصار فيها". وبحسب التقرير، فإن الخلاصة الموجودة لدى المسؤولين الفرنسيين حول الموقف الحالي هي أن فرنسا «لمست عند كل من إسرائيل وحزب الله اعترافاً متبادلاً بعقلانية الطرف الآخر" (reconnaissance mutuelle de la rationalite de l’ autre) 

كما لفت التقرير الى أن المسؤول الفرنسي «جدد التأكيد على دعم فرنسا المستمر للبنان، ولا سيما على المستوى العسكري، وأن توقيع مذكرة تفاهم مع الجيش اللبناني بات في مرحلة متقدمة جداً. وتسمح المذكرة للجيش اللبناني بالولوج الى المنطقة المركزية الفرنسية لشراء الأدوية بأسعار مخفّضة، لتأمين احتياجات الجيش من الأدوية، ضمن آليّة تعاون هي الأولى من نوعها للجيش الفرنسي مع جيش أجنبي".

المنشورات ذات الصلة