اخفاقات الجيش الاسرائيلي في غزة والحدود الشمالية تفوق السابع من اوكتوبر...!؟

  • ٥٤٠

تداولت الصحف الاسرائيلية اكثر من مطالعة حول حقيقة اخفاق الجيش الاسرائيلي في عملية السابع من اوكتوبر الماضية والاستنزاف الفعلي الذي يعيشه يوميا بفعل مقاومة حركة حماس له وضربات حزب الله على حدوده الشمالية ما يرفع من وتيرة الاخفاقات وما يتطلب ايضا اعادة النظر ببنية المؤسسة العسكرية.
واوردت الصحف: "أن نهاية حرب قطاع غزة لا تلوح في الأفق بعد، فإن هذه الحرب هي فعلاً أطول حروب إسرائيل، باستثناء "حرب التحرير" نكبة 1948 (استمرت حملة "الجرف الصامد" 51 يوماً، لكنها لم تكن سوى حملة عسكرية، وليست حرباً). من أجل الحفاظ على القدرة على الاستمرار في هذا القتال الطويل والمكثف، يتعين على الجيش الإسرائيلي استخدام أقصى قدراته التكنولوجية واللوجستية.
هذه فرصة لتسليط الضوء على قسم التكنولوجيا اللوجستية، وهو أحد أكبر الوحدات في الجيش الإسرائيلي (بالتقاسم مع الوحدة رقم 8200 التابعة لشعبة الاستخبارات). يخدم في هذه الوحدة آلاف الأشخاص، وكثيرون منهم من المهندسين، وتضاعفت بتجنيد الاحتياط. إن رئيس هذه الوحدة، اللفتنانت كولونيل رامي أبُدرام، نما في سلاح المدفعية، وكان رئيس أركان القيادة الوسطى، لكنه مهندس.لقد وضعت الحرب هذه الوحدة أمام تحدٍّ مباشر يتمثل في تجديد الخط الحدودي على امتداد جدار قطاع غزة الذي دمّرت حركة "حماس" معظمه في هجمتها المفاجئة. استغرق الأمر أسبوعاً ونصف، وبعدها، تم اختراع حلول بديلة تحت النار، من أجل العثور على بدائل على الحدود الشمالية، وقد هوجمت هذه القوات بالصواريخ أيضاً، من حزب الله هذه المرة.
تعالج هذه الوحدة، تحت النار، وفي عمق قطاع غزة، العشرات من الدبابات والناقلات المدرعة التي أصيبت بالصواريخ، وتعيدها إلى الخدمة في الميدان. كما ترافق الوحدة ناقلات الجنود المدرعة من طراز "إيتان" التي تم تطويرها في مصانع الدبابات والناقلات المدرعة في "تل هشومير"، وخضعت لمعمدانية النار في قطاع غزة خلال هذه الحرب.
من بين الدبابات والناقلات المؤللة التي تضررت في المعارك، هناك 3 أو 4 فقط تحتاج إلى عملية إعادة تأهيل طويلة. وهذا لا ينطبق حتى على دبابة الميركافا التي كانت نجمة مقاطع الفيديو التي صورها الفلسطينيون بجانب جدار القطاع صبيحة السابع من تشرين الأول.
يدور الحديث في صفوف الجيش أيضاً حول هذا الأمر، تحت وقع الصدمة: تثبت التحقيقات الأولية التي تجرى الآن في أثناء القتال عن إخفاقات مذهلة سبقت الإخفاق الكبير في صبيحة السابع من تشرين الأول. الأمر يتجاوز كثيراً الفشل الاستخباراتي. إن الطريقة التي سيطر بها الجيش الإسرائيلي على الخط المقابل لقطاع غزة، يثير أسئلة صعبة عن مستوى مهنية الجيش. أسئلة تتعلق بعدم الاكتراث، والارتكان الزائد عن الحاجة على التكنولوجيا، والفوضى أيضاً: مثلاً، خلال الساعات الأولى من انهيار الخط، كان هناك عدد لا نهائي من قصص البطولات الفردية، لكن فرقة غزة ككل، لم تكن قادرة على العمل. ميدانياً، أطلقت أول دبابة تابعة للجيش الإسرائيلي قذيفتها الأولى، بالذات، على دبابة إسرائيلية أُخرى. وكانت تلك طلقة البداية لسلسلة طويلة من الإخفاقات التي ستتم مناقشتها. وحتى فيما يتعلق باستمرار الاجتياح البري الذي يثبت نجاحاً كبيراً في قطاع غزة، فقد ظهرت فعلاً أسئلة استثنائية على غرار أن مقاتلي "غفعاتي" و "غولاني" لم يخرجوا مطلقاً من ناقلاتهم المدرعة من طراز "نمر" طوال الأيام الأولى [منعاً للالتباس، ليس المقصود بالتسمية مدرعات "فهد"، بل إن الاسم هنا هو اختزال لعبارة "ناقلة جنود مدرعة" و"ميركافا" وهي أحدث ناقلات الجيش الإسرائيلي المؤللة التي تتمتع بسرعة هائلة وتدريع كبير، إلى جانب منظومة "معطف الرياح" الدفاعية الاستباقية]، في حين أن مقاتلي الناحال والمظليين دخلوا إلى القطاع كمقاتلين في سلاح البر، أي على الأقدام. ليس من الواضح بعد، سبب عمل كل من غولاني وغفعاتي على هذا النحو.على المستوى النظامي، من الواضح فعلاً أن مَن سيقود الجيش الإسرائيلي، بعد موجة الاستقالات التي ستعمّ بعد انتهاء الحرب، سيكون مطالباً بتوسيع صفوف الجيش بصورة كبيرة، وتغيير كل شيء من أساسه، ابتداء من إطالة مرحلة الخدمة الإلزامية، وصولاً إلى تغيير طريقة التأهيل العسكري. ستكون هذه التغييرات أكبر كثيراً مما مر به الجيش الإسرائيلي بعد حرب يوم الغفران. لكننا الآن، ما زلنا نقاتل. وسيكون أمامنا وقت طويل لكي نصرفه على التحقيقات واستخلاص العبر.

المنشورات ذات الصلة